كلينتون استفزت المصريين بتصريحاتها العدوانية أعربت جماعة "الإخوان المسلمين" عن رفضها وإدانتها الشديدين لتصريحات نسبت إلى هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تعرض قيام قوات الجيش الأمريكي بحماية الكنائس والمناطق الحيوية في مصر. وقالت إن ما وصفته ب "العرض المشبوه محاولة صريحة لاحتلال مصر احتلالا مباشرا"، مذكرة بأن الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882م جاء تحت دعوى حماية الأقليات العرقية إثر مشاجرة بين أحد المصريين ومواطن مالطي في الإسكندرية، واستمر هذا الاحتلال أكثر من ثمانين عاما. وأعربت الجماعة عن خشيتها من أن تكون هذه الرغبة العدوانية الأمريكية وراء الأحداث المؤسفة التي وقعت في ماسبيرو مساء الأحد، وأودت بحياة 24 شخصا وأكثر من 300 جريح, إثر مهاجمة المتظاهرين المسيحيين لقوات الجيش والشرطة العسكرية أمام مبنى التليفزيون. وأضافت في نبرة مليئة بالتحدي: "إذا فكرت أمريكا في تنفيذ ذلك (احتلال مصر) فلتعلم أن الشعب المصري كله سيقاوم هذا العدوان بكل ما أوتي من قوة، وإن كانت تريد مصلحة الأخوة الأقباط فلتعلم أنهم إخواننا وهم أقرب إلينا منهم، ونحن مأمورون بحمايتهم وحماية كنائسهم بنص القرآن الكريم". في المقابل، نسبت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إلى مصدر أمريكي مسئول، نفيه ما تردد عن عرض واشنطن توفير الحماية والمساعدة بقوات أمريكية لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية في مصر، مؤكدا أن هذا "أمر غير صحيح وعار تماما من الصحة". ونقلت الوكالة عن المصدر الذي لم تكشف عن هويته، إنه "لم تصدر الإدارة الأمريكية على أي من مواقعها الرسمية أي موقف رسمي أو تصريح على لسان أي من مسئوليها بشأن أحداث ماسبيرو حتى مساء الأحد بتوقيت واشنطن". وكانت صحف مصرية نشرت تصريحات منسوبة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جاء فيها: "نحذر المجلس العسكري في مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية في مصر"، على خلفية مهاجمة آلاف المسيحيين قوات الجيش مساء يوم الأحد أمام مبنى التلفزيون بماسيبيرو. وذكرت التقارير أن وزيرة الخارجية الأمريكية قالت في اتصال هاتفي مع شبكة CNN الأمريكية: "نحن نعرض على المجلس العسكري الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية في مصر". إلى ذلك، طالبت جماعة "الإخوان" بضرورة الإسراع بالتحقيق فيما جرى وإعلان النتائج بمنتهى الشفافية، وإعلاء سيادة القانون فوق كل الأشخاص وكل الاعتبارات حتى ينال كل مخطئ جزاءه العادل, ودعت الأقباط إلى عدم إعطاء الفرصة لأعداء الوطن في الداخل والخارج لإثارة الفتن والقلاقل. وطالبت بالذهاب إلى الانتخابات وإجرائها وفق جدول زمني مناسب تتفق عليه القوى الوطنية للتعجيل بنقل السلطة وتحمل المسئولية وعودة الاستقرار بإيجابياته العديدة, ودعت القوات المسلحة والأمن إلى بذل الجهد لحماية العملية الانتخابية. وعرض "الإخوان" تشكيل لجان شعبية، أو المشاركة في لجان شعبية للمساعدة في تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل. وألمحت الجماعة إلى وجود أصابع خارجية وراء أحداث ماسبيرو بهدف إشعال فتنة طائفية في مصر وعبر خلق أوضاع مضطربة بالبلاد. واستندت إلى تصريحات للجنرال عاموس يادين الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" في 2/11/2010م أن : "مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلي، وأحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسنى مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر".