قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن بلاده علقت محادثاتها مع سوريا وربما تفرض عقوبات على دمشق في أوضح مؤشر حتى الآن على تخلي أنقرة عن الرئيس بشار الأسد بسبب قمعه الدموي للإحتجاجات ضد حكمه. وبعد أن حافظت على علاقات وثيقة مع جارتها لفترة طويلة تصاعدت نبرة تركيا ضد الأسد وحثته على إنهاء الحملة العسكرية ضد الإنتفاضة الشعبية في بلادة وتنفيذ إصلاحات ديمقراطية. وخلال جولة عربية الأسبوع الماضي، قال أردوغان إن موقف بلاده تجاه سوريا تغير وأن أنقرة ستعلن قريبا قرارها "النهائي" بشأن سوريا ليتزامن مع إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال أردوغان للصحفيين الأتراك في نيويورك الأربعاء عقب إجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش الجمعية العامة "أوقفت المحادثات مع الحكومة السورية، لم أرد بلوغ هذه النقطة، ولكن الحكومة السورية إضطرتنا لأخذ مثل هذا القرار". وأضاف "فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على سوريا، سيعمل وزيرا خارجية البلدين معا لتحديد العقوبات التي قد نفرضها". ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان قوله "نتيجة لهذا التعاون ربما لا تكون العقوبات مشابهة للعقوبات التي فرضت على ليبيا، تختلف العقوبات بإختلاف الدولة والشعب والتركيبة السكانية، لذا فان العقوبات على سوريا ستكون مختلفة، لدينا دراسات أولية للامر". ودفع إرسال الأسد قواته ودباباته لإخماد إحتجاجات في مناطق الإضطرابات الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات المفروضة على دمشق بشكل تدريجي. وقاومت تركيا الشريك التجاري الرئيسي لسوريا العقوبات حتى الآن بعدما تضررت من تبعات العقوبات التي فرضت لسنوات طويلة على جارها العراق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين والمفروضة حاليا على إيران وهي جارة اخرى. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين تركيا وسوريا 5ر2 مليار دولار في عام 2010 إرتفاعا من 500 مليون في 2004، وبلغت إستثمارات الشركات التركية في سوريا 260 مليون دولار حسب بيانات رسمية تركية. وتركيا الدولة المسلمة واحدة من عدد قليل من الدول فتحت خطوط إتصال مع دمشق، ودعت الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي إلى جانب حكومات بريطانيا وفرنسا ألمانيا الأسد للرحيل ولكن أردوغان إمتنع عن ذلك. ولكنه قال للصحفيين في نيويورك "ليس لدينا أدنى ثقة في الحكومة الحالية"، وإتهم دمشق بشن "دعاية سوداء ضد تركيا". وإلى الأحداث التي تشهدها سوريا الآن، حيث أفاد ناشطون سوريون بمقتل 5 أشخاص برصاص الأمن السوري الأربعاء فى مدينة حمص وسط البلاد. وقد أفادت لجان التنسيق الشعبية في وقت سابق الأربعاء بقيام قوات الأمن السورية بشن حملة إعتقالات فى باب السباع بحمص، شيعت من مستشفى تشرين وحمص العسكريين والمستشفى الوطنى بالقامشلى الأربعاء جثامين 3 من عناصر الجيش والشرطة إلى مثاويهم الأخيرة فى حمص وحماة والحسكة. وأكد عدد من أهالى وذوى المتوفين الذى لقوا حتفهم فى الأحداث التى تشهدها سوريا أن بلادهم تستحق من أبنائها التضحية فى سبيل الحفاظ على وحدتها وإستقرارها.