تناولت الصحف العربية الصادرة صباح الأربعاء عدداً من القضايا أبرزها: الظهور المفاجئ لسيف الإسلام القذافي... والأممالمتحدة تقرر تشكيل لجنة للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية في سوريا.. الشرق الأوسط تحت عنوان "ظهور سيف الإسلام المفاجئ يعيد للذاكرة ظاهرة الصحاف", ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أنه بينما تطغي أخبار ليبيا وتكهنات سقوط النظام الليبي علي وسائل الإعلام, وخبر إعتقال سيف الإسلام القذافي, خرج سيف الإسلام فجر أمس في طرابلس بين مؤيديه وتوجه إلي فندق "ريكسوس" حيث يمكث الصحافيين الأجانب للتأكيد علي أنه لم يعتقل من قبل الثوار. وأضافت الصحيفة أن خبر ظهور سيف الإسلام وإحاطة نفسه بمؤيديه أمام عدسات الكاميرات وبث هذه الصور حول العالم جاء بينما بات سقوط نظامه حتميا ليذكر بظهور الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين المفاجئ في حي الأعظمية في بغداد يوم 9 أبريل (نيسان) 2003. وبينما أصبح هذا التاريخ يمثل يوم سقوط نظام صدام حسين، إلا أن في اليوم نفسه ظهر صدام وحوله العشرات من المؤيدين يهتفون باسمه ويتوعدون القوات الأجنبية والمعارضين العراقيين. وتابعت الصحيفة أنه مثلما ظهر بشكل مفاجئ من مكان غير معروف، اختفى سيف الإسلام مجددا وبشكل مفاجئ إلى وجهة غير معروفة. والأمر نفسه حدث مع صدام، الذي على الرغم من ابتساماته والظهور بأنه يتحلى بقوة الأعصاب لم يظهر مجددا أمام الشعب العراقي إلا وهو معتقل من قبل الأميركيين. وأكدت الصحيفة أن هذه ليست نقطة التشابه الوحيدة في تطورات سقوط نظام القذافي ونظام صدام، فهناك أيضا التساؤلات حول مكان اختباء القذافي مثلما حصل في العراق بين أبريل 2003 وحتى ديسمبر من العام نفسه إلى حين العثور على صدام وإعلان إلقاء القبض عليه. ولكن مثلما حدث في العراق، لم يؤثر اختفاء صدام على إسقاط نظامه بعد السيطرة على قصوره ومقر قيادته. والأمر نفسه مع باب العزيزية ودخول قوات التمرد الليبية إليها من دون العثور على القذافي وعدد من عناصر عائلته. وأصبح معمر القذافي ونجله سيف يمثلان كل ما بقي من النظام الليبي بعد عقود من الحكم، مثلما بات صدام ونجلاه عدي وقصي يمثلون النظام العراقي السابق وتلاشيه السريع على الرغم من عقود من الحكم. كما شبهت الصحيفة أما الشبه الآخر ظهور سيف الإسلام بظهور وزير الإعلام العراقي آنذاك محمد سعيد الصحاف الذي كان يؤكد للصحافيين، في أحد فنادق بغداد، التي ضمت الصحافيين الغربيين، أن كل شيء على ما يرام وأن القوات العراقية تسيطر على الأوضاع في بغداد، بينما كانت الدبابات الأميركية تسير في شوارع بغداد متمهلة دون أي مقاومة تذكر مع فرار القوات العراقية وقبلها القادة العراقيون، وفي الحالة الليبية ظهر المتحدث باسم القذافي في الفندق الذي تجمع فيه الصحافيون الأجانب ليؤكد لهم أن القذافي باقٍ ولن يغادر، بينما كان الثوار قد وصلوا إلى قلب طرابلس والساحة الخضراء الشهيرة. الإتحاد أما جريدة الإتحاد الإماراتية, فتحت عنوان "الأممالمتحدة تقرر تشكيل لجنة للتحقيق في الجرائم", ذكرت أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أقر تشكيل لجنة تحقيق دولية في ارتكاب جرائم محتملة ضد الإنسانية في سوريا, بينها عمليات إعدام عشوائية واستخدام مفرط للقوة وقتل المتظاهرين المناهضين للنظام، وطالبت السلطات السورية بالتعاون كلياً مع اللجنة. وأضافت الصحيفة أنه علي الرغم من اعتراض كل من روسيا والصين وكوبا والإكوادور، وامتناع 9 دول عن التصويت، الا أن المجلس المؤلف من 47 عضواً صوت بأغلبية 33 عضواً لصالح قرار تشكيل لجنة التحقيق بعد يومين من المناقشات في جنيف. وتابعت الصحيفة بأن المندوب السوري في جنيف, فيصل خباز الحموي, سارع الى رفض القرار معتبراً أنه غير متوازن ودوافعه سياسية 100%، وقال مناشداً الأعضاء رفض القرار "إن هذا يؤكد مرة أخرى أن هناك نية مبيتة لإدانة سوريا سياسياً وتجاهل أي اقتراح للانفتاح والإصلاح”. وأضاف “إن الحكومة السورية مستعدة للسماح بدخول خبراء من جهات مستقلة لأراضيها لكن عندما ينتهي التحقيق السوري المستقل بالاحتجاجات، ومن المؤسف أن يصدر المجلس قراره السياسي الصرف دون أن يأخذ تقييم الحكومة السورية للموقف بعين الاعتبار بما يكفي".