جمدت المشاهد القادمة من الصومال عبر وسائل الإعلام الدماء في عروق المسلمين جميعا وانتفضت البلدان العربية والإسلامية انتفاضة الطير الذبيح وركضت جميعها في سباق محموم نحو الإغاثة الإسلامية والإنسانية التي أوصانا بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قولة( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) فاستشعر كل مسلم بواجبه نحو إخوانه في الصومال على قدر استطاعته وراح كل فرد يقتطع من قوته لينقذ طفلا أوشيخا أو امرأة والحسرة تمزق كيانه حينما يستمع إلى الحكايات الواردة من هناك وأن الطفل الذي يموت يأكلونه من الجوع على مبدأ القاعدة الشرعية الضرورات تبيح المحظورات. ولكن مايحدث لحملات الإغاثة من سرقة وتربح أمر يندى له الجبين, فلقد وصلتني رسالة من الأخوة بالكويت الذين تحملوا عناء الرحلة إلى كينيا ومنها إلى منطقة( داداب) الحدودية مع الصومال ليقوموا بواجبهم نحو دعم وإغاثة إخوانهم بالصومال يقولون وصلنا إلى مخيم يبدو عليه ملامح الثراء وأناس أصحاء وهواتف غالية الثمن وقام أحد التجار بلقائنا وأعطوه مبلغ 40 ألف ديناركويتى أعد بها 5 عربات لاتساوى هذا المبلغ وكانوا قد اشترطوا عليه توزيع المساعدات بأنفسهم كي يطمئنوا على الأمانة التي تحملوها تجاه الأخوة المتبرعين وأمام الله سبحانه وتعالى في توصيلها إلى مستحقيها واكتشفوا لعبة دنيئة يهدف من خلالها مندوبي الجمعيات الخيرية والتجار والسماسرة إلى السرقة والتربح والخيانة بالإضافة الى عدم وصول المساعدات الى مستحقيها فطلبوا المال الذي دفعوه فردوه إليهم وعزموا على الدخول للأراضي الصومالية ولكن تم القبض عليهم حتى لايكتشفوا الحقيقة المرة وهى أن المجاعة في الصومال تقع في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين في منطقة (بيدوا)وهم في حالة حرب مع الحكومة المركزية في العاصمة مقديشو ولا سبيل للدخول إلى الصومال بشكل أمن إلا عن طريق العاصمة وهى بدورها تمنع المساعدات والمعونات من الوصول إلى تلك المناطق التي تعانى من الجوع والجفاف والهلاك وبذلك فلن تصل أي مساعدات إليهم. وعلى جميع الشعوب والحكومات التدخل لإنهاء النزاع الدائر هناك حرصا على حياة الأطفال والنساء والشيوخ من الهلاك.