أقسموا على قتل كل فلسطينى، تعاهدوا على تجويع الشعب، وقلع كل شجرة زيتون، أطراف كثيرة أقسمت وتعاهدت وتواطأت على ذلك، فحينما فازت حركة المقاومة الإسلامية حماس فى الانتخابات السابقة، وأمسكت بزمام الأمور فى فلسطين من خلال انتخابات حرة ونزيهة، بدأ التجويع والتمرد من قوى الاستكبار لإيقاع حكومة حماس على الأرض، وإذلالها وجعلها تقبل بالانبطاح أمام إسرائيل.. وقامت إسرائيل بعمل حصار كامل جائر على غزة التى تقبع بها حركة حماس والشعب الفلسطينى، وقطعت عنهم الغذاء وإمدادات الطاقة، فى ظل صمت عربى رهيب!! فما كان من أهل غزة إلا اللجوء إلى الشقيقة الكبرى مصر عبر المعابر كى يشتروا المؤن الغذائية والأدوية وما إلى ذلك، مما أدى إلى ازدحام فى سيناء وساد الهرج والمرج، وأنا لا أبرر ما حدث من أهل غزة، ولكن تخيلوا غريقاً يطلب النجاة.. ما آلمنى وأقلقنى وأحزننى أن انبرى بعض الكتاب والمسؤولين فى مصر يحذرون ويرددون ويتباكون على السيادة المصرية، أقول لهؤلاء أى سيادة هذه التى انتقصت بسبب أهل غزة؟ أين كانت هذه السيادة حينما تم عرض مشاهد لقتل جنودنا الأسرى فى الحروب السابقة؟ أقول لهؤلاء ألم تقرأوا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: «المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا» وقوله: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، فما تتخذه مصر من مواقف ليس كما يدعى البعض من باب العطف والإنسانية، بل هو موقف منطلقه الحفاظ على الأمن القومى المصرى، ولذلك أتمنى من هؤلاء أن يكفوا عن ترديد بعض الشعارات الجوفاء، التى تقول «إلا السيادة المصرية ومصر أولا»ً...إلخ من شعارات!! لا نملك أمام الهجوم الإسرائيلى الأخير على غزة إلا أن نقول: صبراً آل غزة.. فالفرج قريب. عثمان محمود مكاوى ديروط