بعد سنوات من الجفاء المصري الإيراني ، تظهر لنا سحب بعيدة تبشر بالتقارب المصري الإيراني ، ولكن هذه السحب عدها البعض بشرى حينما قالوا بأن هذا التقارب يعد خطوة إيجابية لصالح مصر والعرب جميعا ، ولكن هناك من تنبأ بأن هذه السحب لا تحمل خيرا لأحد وأنها نذير سوء ،حيث سارع الكثيرون بالتنديد بهذه العلاقات متهمين مصر بخيانة أشقائها العرب ؛ ولكن يظل التساؤل هل هذا التقارب يحمل خيرا أم يأتي يأتي بسوء ؟. قال غسان المُحرقي المستشار السياسي بسفارة البحرين بالقاهرة في لقاء له بموقع أخبار مصر أن أغلب التصريحات الرسمية تستنكر التدخل الإيراني في شئون البحرين سواء بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر مثل دعم حزب الله ودعم حركة الشيعة في البحرين والتآمر على قلب نظام الحكم. وأوضح أن التقارب المصري الإيراني لن يكون على حساب دول الخليج ، بل أكد أن البحرين تنظر لهذا التقارب كوسيلة لفتح قنوات التفاوض والنقاش في جميع القضايا بحيث نتجنب المواجهات واحتمالات الحروب. وأكد المحرقي أن دخول مصر في حوارات مع إيران يمكن أن يخدم المنطقة في وقت تكثر فيه التدخلات الإيرانية في السعودية والبحرين ولبنان والعراق. وأعرب المحرقي عن اعتقاده أن التقارب المصري الإيراني سيصب في مصلحة البحرين ولن يكون هناك تفضيل لطرف على حساب الآخر. وقال أن العلاقات الخليجية المصرية علاقات ذات عمق استراتيجي مضيفاً أنه عندما تكون مصر في أحسن حالاتها فإن ذلك يبعث الطمأنينة لدول الخليج . ومن ناحية أخرى اوضح خليفة بن علي الحارثي سفير سلطنة عمان بالقاهرة أن بلاده تربطها علاقات جيدة بإيران ، مؤكدا على دعوة سلطنة عُمان للحوار بين الدول. وأضاف: "ليس لدينا اعتراض على التقارب بين مصر وإيران..نحن على ثقة أن مصر لن تقيم علاقات بها ضرر لأي دولة عربية أخرى وبخاصة دول الخليج". وأكد الحارثي أن مصر دولة إقليمية مهمة، مضيفا أنه بعد الثورة حدث تطور في علاقتها الخارجية وقال: "سلطنة عمان تشجع هذا التقارب حتى تتجه العلاقات بين الدول إلى الافضل." ومن جانبه، قال السفير فتحي الشاذلي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التقارب المصري الإيراني لم يصدر له حتى الآن شكلاً محدداً فهو لا يعدو عن كونه نوايا طيبة وقال: "أنا مع التقارب عندما يحدث ولا أقبل ان تُتهم مصر بالتفريط في علاقاتها مع إخوانها العرب لمجرد أنها تتقارب مع إيران". ويضيف الشاذلي بأنه ليس بالضرورة أن يكون التقارب على حساب جهة اخرى، فحيثيات العلاقات قائمة بذاتها ولا يمكن أن تؤثر على أي دولة اخرى، كما أن مصر ستتمكن من التأثير إيجابيا على مجموعة الدول في المنطقة وبخاصة دول الخليج، كما أنه يوجد بالفعل استثمارات إيرانية في مصر كما توجد إمكانيات هائلة للتعاون الثقافي. وأوضح الشاذلي أن إيران نجحت في أن تكون الدولة الأكبر في العالم الثالث التي تقوم بتوطيد التكنولوجيا، كما حدث في تجربة اطلاق صاروخين بعيدي المدى في المحيط الهندي، وأكد أن ايران في سبيلها للإستحواذ على كامل الوقود النووي رغم العقوبات المفروضة عليها. ويرى الشاذلي أن وجود علاقات طبيعية مع إيران من شأنه أن يتيح الفرصة لمصر أن تتحدث في مسألة الجزر الإماراتية. واستنكر الشاذلي ان تكون لدول الخليج علاقات مع ايران وينكرون هذا الحق لمصر. ويتساءل "كيف يكون لمصر علاقات قوية مع اسرائيل بكل التجاوزات التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني ولا يكون لها علاقات مع دولة إسلامية مثل ايران؟!" . ومن ناحية أخرى، يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، انه لايوجد تقارب مصري ايراني قائلا "يوجد قسم لرعاية المصالح الايرانية وبنك مصر ايران وواستثمارات ايرانية بمصر لكن منذ ان وقعت مصر اتفاق السلام مع اسرائيل اصبح هناك كهربة في العلاقات ." وأكد على عدم وجود مصلحة لمصر في اتخاذ موقف عدائي من دول إسلامية كبرى مثل ايران وباكستان واندونيسيا وماليزيا ، بالرغم من الإعتراض على بعض من التصرفات الايرانية. ويستكمل بيومي حديثه قائلا" إيران لا تتمتع بخلق المسلمين ، فهي التي تشفت في مقتل الرئيس الأسبق أنور السادات ، وأقامت تمثالا لقاتله وسمت شارع وميدان باسم هذا الرجل ، كما انها تحتل جزرطنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى " . ويكمل بيومي " أشهد لهم بأن تعاملهم مع المصريين في المحافل الدولية يتسم بالخلق الرفيع" .