صرحت منظمة الصحة العالمية بأنّ استخدام الاختبارات الدموية (المصلية) التجارية المتاحة لتشخيص السل النشط تؤدي، في كثير من الأحيان، إلى سوء تشخيص المرض وسوء علاجه. وتحثّ المنظمة البلدان على حظر الاختبارات الدموية غير الدقيقة وغير المعتمدة والإعتماد على الاختبارات الميكروبيولوجية أو الجزيئية الدقيقة. وقال مدير إدارة دحر السل بمنظمة الصحة العالمية د. ماريو رافيغليون "إنّ منظمة الصحة العالمية تدعو إلى وقف استخدام تلك الاختبارات المصلية لأغراض تشخيص السل" مشيرا إلى أنّ اللجوء إلى اختبار دموي لتشخيص السل النشط من الممارسات السيّئة التى تؤدى إلى نتائج غير دقيقة تودى بحياة المرضى . وتأتي التوصية الجديدة بعد 12 شهراً قضاها خبراء منظمة الصحة العالمية وخبراء عالميون آخرون في تحليل البيّنات ذات الصلة، فقد تم تقييم 94 دراسة أظهرت أنّ الاختبارات الدموية تعطي نتائج خاطئة - نتائج إيجابية خاطئة أو نتائج سلبية خاطئة- بمستوى لا يمكن قبوله، مقارنة بالاختبارات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. وكشفت البحث عن "انخفاض حساسية" الاختبارات الدموية التجارية ممّا يسفر عن ارتفاع غير مقبول في عدد المرضى الذين تُستبعد إصابتهم بالسل نظراً لسلبية النتائج ، كما كشف البحث عن "انخفاض نوعية" تلك الاختبارات، ممّا يسفر عن ارتفاع غير مقبول في عدد المرضى الذين يُشخّص السل لديهم خطأ نظراً لإيجابية النتائج وقد يخضع هؤلاء المرضى بعد ذلك لعلاج لا داعي له، في حين يظلّ السبب الحقيقي لمرضهم مجهولاً، ممّا قد يؤدي إلى وفاة مبكّرة. وقالت منسقة أدوات تشخيص السل وتعزيز المختبرات لدى إدارة دحر السل بمنظمة الصحة العالمية كارين فيير "إنّ صانعي الاختبارات الدموية الخاصة بتشخيص السل يستهدفون البلدان التي تتسم بضعف آليات تنظيم أدوات التشخيص، وحيث يمكن أن تطغى الحوافز التسويقية المشكوك فيها على عافية المرضى". جدير بالذكر أم مرض السل يودى بحياة 1.7 مليون نسمة كل عام، ويأتي في مقدمة الأمراض التي تفتك بالمتعايشين مع فيروس الأيدزلذا فإنّ تحسين تشخيص السل بشكل مبكّر وفعال يضمن إنقاذ المزيد من الأرواح .