صورة أرشيفية للحملة الفرنسية نفى د. عماد هلال أستاذ مساعد التاريخ الحديث بكلية التربية بجامعة قناة السويس بالأدلة الحقيقة التاريخية المتدولة بأن سليمان الحلبي هو قاتل القائد الفرنسى كليبر حيث عرض ما ذكرته المصادر الفرنسية بخصوص الحادثة ومحاكمة سليمان الحلبي مشيرا إلى أنه الجبرتى لم يشهد تلك الواقعة وأنه لا توجد مصادر عربية يعتد بها. وعدّد هلال الأدلة التي تثبت قوله -وذلك خلال الندوة التى نظمها "بيت السناري الأثري" بحي السيدة زينب في القاهرة والتابع لمكتبة الإسكندرية - مؤكدا أن الفرنسيين لم يكن من عادتهم إجراء محاكمات مشابهة في جرائم القتل؛ حيث لم تكن العدالة هدفهم طوال سنوات بقائهم في مصر متسائلا عن سبب عدم تشكيل محاكمة للنظر في تهمة محمد كريم قبل إعدامه وعدم وجود محاضر للتحقيق لأنه لو كانت متوافرة لتم نشرها كما حدث في قضية سليمان. وأشار إلى رواية أوردها الجبرتي تدلل على أن تلك الفترة شهدت إعدام مصريين دون محاكمات موضحا أن الفرنسيين لم يكونوا صادقين في منشوراتهم آنذاك، فكل منشوراتهم التي وزعوها على المصريين ووضعوها على الجدران كاذبة مثل منشور بونابرت الذي أصدره عشية نزوله أرض مصر إضافة إلى عشرات المنشورات التي يكفى للتأكد منها الرجوع إلى الجبرتي، ومنها منشور يحتوي على نص محاكمة سليمان الحلبي. ونفى أن يكون الضرب عادة متبعة في المحاكم المصرية في تلك الفترة كما أدعت المصادر التاريخية الفرنسية التي ذكرت أن الفرنسيين لجأوا إلى الضرب في محاضر التحقيق لتقرير المتهمين بعد إنكارهم مشيرا إلى أنه لم يثبت إطلاقا في تاريخ القضاء المصري أن تم ضرب إنسان في المحكمة. ونبّه هلال إلى أن القاضي والشهود والمحامي في قضية سليمان الحلبي كان جميعهم فرنسيين نافيا ماأدعاه الفرنسيون بأن العثمانيين قد حرضوا على قتل كليبر حيث دلل على ذلك بأن سليمان الحلبي لم يكن جنديا في الجيش العثماني ، كما أن العثمانيين كانوا يعتزون بأنفسهم، ويحط من كرامتهم أن يعهدوا بمثل هذه المهمة إلى عربي . وعن حقيقة قتل كليبر قال هلال أن شخص ما قام بالتسلل إلى حديقة السراي وقتل كليبر ونجح في الهروب، ولكن الفرنسيون دبروا مؤامرة لنسب التهمة إلى شخص آخر والذى كان سليمان الحلبى مشيرا إلى أن الفرنسيين دبروا محاكمة شكلية لتثبيت التهمة عليه . وطالب هلال بالإحتفال رسميا بذكرى وفاة سليمان الحلبي يوم 17 يونيو من كل عام واصفا إياه بأنه شهيد العدالة الفرنسية المزعومة ،كما طالب بإعادة جمجمته المحفوظة في متحف التاريخ الطبيعي بباريس لتدفن في مصر ويقام فوقها نصب تذكاري لشهداء الحملة الفرنسية.