تحت شعار مايحكمش أو ميحكمشي!! باختلاف طريقة النطق .... أطلقت بعض قوى المعارضة في مصر، حملة جديدة تُضاف إلى حملة أو حركة (كفاية .. حرام!!)، تقوم على هدف أقل ما يقال عنه أنه "نبيل"، وهو مكافحة توريث السلطة في مصر. وقد كانت هذه الحملة بشعارها المثير للجدل، بداية لحراك سياسي محمود في مصر، حيث انضمت إلى الحركة، تيارات سياسية مختلفة مثل: حزب "العمل"، و"جماعة الإخوان المسلمين" وحركة "كفاية" وتيار "لا لبيع مصر" و"جبهة الحماية من الجباية والفساد"، وتجمع"مهندسون ضد الحراسة"، وأعضاء من حزب "الإصلاح والتنمية" الذي لا يزال تحت التأسيس، والشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، وبعض النخب السياسية المرموقة في المجتمع المصري، أمثال عالم السياسة الكبير الدكتور "حسن نافعة"، والذي جاء على لسانه "أن أي محاولة لإنجاز مشروع التوريث ستمثل تخلفًا حضاريًا جديدًا". وعلى الجانب الآخر أطلق "المؤتمر الوطني الإلكتروني" حملة جديدة على موقع "فيس بوك" تحمل اسم "عايزينك" لدعم وتأييد نجل الرئيس "مبارك" رافعه شعار "لا لنور.. لا للإخوان". فما أجمل هذا الحراك السياسي، الذي أخذ يتصاعد عامًا بعد الآخر في مصر، حيث نتج عنه الكثير من الإيجابيات، أهمها ما يخص عامة الشعب المصري، فقد عرف بسبب هذه الحركات والتيارات مفاهيم سياسية كثيرة وكبيرة، وخلقت لديه وعيًا سياسيًا كان في الماضي يستغرق عمر الإنسان كاملاً حتى يتكون - من الممكن أن يتكون لدى الفرد وهو في قبره- أم اليوم فإن الوعي السياسي أصبح من المفاهيم المتداولة بين الناس بطريقة فعلية، حتى أصبح تتداركه قبل دخول القبر بسنوات وسنوات. وما أسوأ هذه الشعارات، (ميحكمشي .. عايزينك .. كفاية!!)، التي يبدو أنها مستوحاة من مفردات الراقصات والساقطات!! ورغم محاولات تعديل الشعار من "ميحكمشي" إلى "ائتلاف مصر من أجل التغيير" فإن مجرد تبني النخب السياسية سواء المعارضة أو الحكومية لمثل هذه الشعارات للتعبير بها عن أهدافهم، يؤكد انتقلنا إلى حرب جديدة وهي حرب الشعارات الراقصة!! وللأسف الشديد .. دعونا هنا نستعير من أستاذنا الكبير "حسن نافعة" هذه المقولة "تُمثل تخلفًا سياسيًا جديدًا" أي هذه الشعارات التي تكاد تقترب من ما نسميه الاضمحلال السياسي. في الحقيقة إن ما يستنتجه العقل العاقل عند سماع مثل هذه الشعارات، أن مصر لن تتقدم مطلقًا نحو الأفضل طالما وصلت النخب السياسية فيها إلى هذه الدرجة من اللاعقلانية ... إلى هذه الدرجة من البلاهة السياسية ... فبدلاً من الاتفاق بين قوى المعارضة على البديل ومحاولة إبراز هذا الأمر على مختلف القطاعات السياسية في مصر، انجرفت إلى حرب شعارات الراقصات... نحن في مصر، منذ بزوغ نجم نجل الرئيس "مبارك"، وملف التوريث هو الشغل الشاغل لأغلب قوى المعارضة الداخلية، حيث مناقشاتها المستمرة فيما بينها ورفضها المعلن تارة وقبولها المقنن للتوريث تارة أخرى، دون أن تضع هذه القوى خطة محكمة لمواجهة رعبهما من التوريث... وذلك بترشيح شخصية يتفق عليها الجميع من قوى المعارضة، وتكون هذه الشخصية موافقة على الترشيح وخوض الانتخابات، ومن ثم دعمها للوصول إلى ما ترنو إليه، وفي حالة عدم نجاحها في الوصول إلى الهدف، يكفيها فخرًا أنها جربت وخاضت التجربة (شرف التجربة يكفيك).