كشف د. عبد الهادي مصباح زميل الأكاديمية البريطانية لطب المناعة أن أكثر ما يقلقه علي المستقبل الصحي للمصريين في ظل ظهور كل هذه الأوبئة هو غياب المصداقية والشفافية عن الآليات الحكومية لإدارة الأزمات الصحية في مصر، مشيرا إلي أن القائمين علي إدارة الأزمات دوما يلجأون إلي المراوغة الكذب والتضليل بقصد أو بدون قصد، وهذا ما يمكن أن يترتب عليه كارثة محققة. ودلل مصباح علي صدق مزاعمه بما اقترفته الحكومة من كذب، قائلا: فيما يتعلق بموضوع تطعيم الحجاج باللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، حيث جاء الكذب مزدوجا، وأنه في الوقت الذي جاءت كلمات وزير الصحة د. حاتم الجبلي واضحة عندما تحدث عن إلزامية توقيع كل طالب لقاح علي ما يفيد إخلاء الشركة المصنعة للقاح وغيرها من الجهات المعاونة من أية مسئولية في حال ظهور أعراض جانبية للقاح. وأضاف: أدعي د. الجبلي عند حديثه عن هذا الإقرار أن الشركة صانعة اللقاح، هي من اشترطت وجوده؛ لإتمام عمليات توريد اللقاح، وهذا للأسف ما نفته الشركة جملة وتفصيلا في تصريحات رسمية صادرة عنها، حيث أكدت أنها لم تطلب أبدا من أي دولة مثل هذا الإقرار، لأنها علي قناعة بأن لقاحها تم تجريبه وهي مسئولة عن أية آثار جانبية سلبية تنتج عنه. ولفت زميل الأكاديمية البريطانية لطب المناعة إلي أن الكذبة الثانية لوزارة الصحة هي أن المملكة العربية السعودية اشترطت علي كل الدول أن يتم تطعيم كل المسافرين منها إلي المملكة لأداء فريضة الحج، وإلا لن تسمح السعودية له بالدخول، لكنه بتعذر وصول اللقاحات في ميعادها المحدد تراجعت وزارة الصحة وبراءة الأطفال في عينيها، معلنة أنه سوف يتم الاكتفاء بتطعيم الحجاج ضد الأنفلونزا الموسمية فقط. وخلص إلي أن الإدارة السليمة لمثل هذه الأزمات الصحية تحتاج التعاون الجاد القائم علي المكاشفة والصدق بين مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية، لأن الأمر لا يحتمل مثل هذه المهاترات، بل من المفترض أن السماح بالخطأ في مثل هذه الظروف يكون في أضيق الحدود.