أكد الدكتور هانى رسلان – الخبير الاستراتيجى - أن كل مايحدث فى السودان له تأثير على مصر، سواء كان إيجابيا أوسلبيا، مشيرًا إلى أن التغلغل الإسرائيلى والأمريكى الكبير فى جمهورية جنوب السودان، يهدد مصر بشكل كبير فعلاوة على منابع النيل الغربية والتى تحصل مصر منها على حوالى 15% من مياه النيل(تحصل على 85% من مياة الهضبة الإثيوبية الشرقية ) تسعى إسرائيل للتغلغل فى إقليم دارفور من خلال جنوب السودان؛ لخلق مشكلة نزوح الاجئين . وأشار الدكتور هانى رسلان إلى محاولات زعزعة الاستقرار فى عدة أقاليم فى السودان ومنها، ولاية النيل الأزرق، ودارفور، ومنطقة شرق السودان، إضافة إلى ترسيم الحدود مع دولة الجنوبالجديدة ومشكلة أبيي وإقليم كردفان، وقال إن السودان دولة كبيرة تصل مساحتها لضعف مساحة مصر وتزيد (2.5 مليون كيلو متر مربع )، وتتمتع بجميع الموارد التى تؤهلها عند استغلالها للتنمية لتكون من الدول العملاقة اقتصاديًا، فعلاوة على الأراضى الشاسعة التى تصلح للزراعة والثروة الحيوانية الضخمة، تملك موارد الطاقة من بترول، ومعادن مثل اليورانيوم وتعرف جهات خارجية متعددة إمكانيات السودان الواعدة فتحاول أن تحول بينها وبين الاستقرار حتى لاتتفرغ للتنمية. وقال رسلان إن السودان يتميز بالتعدد الكبير العرقى والثقافى والدينى وللأسف فشلت الحكومات الوطنية السودانية المتعاقبة منذ الاستقلال عام 1956 فى إيجاد صيغة ناجحة لإدارة هذه التعددية الكبيرة واستغلتها الدول المعادية لإثارة النعرات القبلية والعرقية فى محاولة لتفتيت السودان لدويلات صغيرة متناحرة لا تقوم لها قائمة . وعن مشكلة أبيي الحدودية بين الشمال والجنوب، أكد أن قبيلة المسيرية - والتى يصل تعدادها لمليون نسمة وتعيش على الرعى حيث تملك ثروة حيوانية تفوق العشرة ملايين رأس- سيحول تقسيم الدولتين من إقامتها على أرضها التاريخية، ويمنعها من ممارسة الرعى فى المناطق التى كانت تعيش عليها، فى حين لايزيد تعداد قبيلة دنكا المنافسة عن 70 ألف مواطن . وأكد أن أمن السودان بدولتيه له اتصال بتوازن القوى فى كل من منطقة البحيرات العظمى ودولها الأفريقية ودول القرن الأفريقى وأمن البحر الأحمر، وكلها لها صلة قوية بالأمن القومى المصرى. وقال إن الدولة التى سيتم الإعلان عنها الشهر القادم تواجه تهديدًا بالتمرد فى أماكن متعددة؛ لانها تحتوى على تعدد عرقى كبير، ولاتعرف القبائل المنتشرة على أرضها ثقافة الانتماء للدولة الواحدة، إضافة إلى أن البنية التحتية لها من طرق وخدمات صحية وتعليمية واتصالات تكاد تكون معدومة، وهو مايغري أمريكا وإسرائيل بالتدخل بدعوى المساعدات