أعلنت يوم أمس وزارة الخارجية الأردنية عن قيام النظام السوري بالموافقة على إطلاق سراح عدد من المُعتقلين الأردنيين في السجون السورية ، وهذا نتيجة جهد قامت به الحكومة الأردنية لضمان عودة أبنائها خاصة أن الأحداث الميدانية في سوريا تُشكل خطراً على حياتهم . لقد جاء هذا الجهد الأردني مكملاً لدور اللجنة الأردنية التي شُكلت منذ زمن للدفاع عن هؤلاء المُعتقلين ، وهذا يُعتبر احترام لكرامة المواطن الأردني ودفاعاً عن حقوقه وانتصاراً لحقه في أن يكون مواطن عربي حُر له حقوقه وعليه واجباته . لو أن هناك مواطن إسرائيلي أو أمريكي من الفلاشا أو من أي أصول أفريقية ضل طريقه في إحدى الدول العربية ، لتحركت كُل الجيوش الأمريكية والدبلوماسية من أجل المطالبة بإطلاق سراحه ، أما مئات المُعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري الظالم لم تُحرك السلطة الوطنية الفلسطينية ووزارة الخارجية وعلى رأسها السيد رياض المالكي ، فلم يُحركوا ساكناً تجاه هذا الملف ، ولم تستطيع هذه الوزارة تعميم هذا الملف عبر جامعة الدول العربية أو جهات حقوقية عربية . لقد هُنا على الآخرين عندما هُنا على أنفسنا ، وقد أصبحنا في نظر الآخرين عبارة عن شعب سوق ( ج ) وهذا جاء نتيجة مواقفنا الجبانة تجاه بعض الإجراءات العربية ضد المواطن الفلسطيني ، فكم فلسطيني يُحرم من الحصول على تأشيرة دخول لبلد عربي ، وكم فلسطيني يُحجز في قاعات الترانزيت في المطارات العربية ، وكم سيدة طاعنة في السن يتم التعامل معها بقسوة في المعابر العربية ، وهذا كله بالتأكيد ضريبة يدفعها شعبنا نتيجة مواقفه الوطنية المدافعة عن كرامة ومقدسات هذه الأمة . ولأن هناك تقصير واضح من قبل المؤسسة الرسمية والمؤسسات ذات العلاقة ، فقد كانت هناك انطلاقة للجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية ، هذه اللجنة التي تم تشكيلها بجهود ذاتيه ، لكن للأسف وبرغم محاولاتها ، إلا أنها لم تجد الاهتمام والرعاية اللازمة لاستمرارية عملها ، خاصة أنها تحتاج إلى احتضان نظراً لأهمية وعمق هذا الموضوع . السؤال اليوم المُلح ، متى ستكون السلطة الوطنية الفلسطينية على قدر من المسؤولية ، متى ستنتصر المؤسسات الرسمية للمواطن الفلسطيني ، وإلى متى سنظل نتعامل مع الإجراءات العربية كأنها قانون يُفرض على الفلسطيني فقط ، وإلى متى سنبقى ندفع الثمن وحدنا والأنظمة العربية تمارس المزيد من الإجراءات التعسفية ضدنا وحدنا . إننا نحتاج إلى جهد وطني ورسمي من أجل إنهاء كافة الملفات العالقة مع الشقاء العرب ، خاصة مع النظام السوري المسئول عن اختطاف مئات المناضلين الفلسطينيين والطلبة والمثقفين منذ عشرات السنوات ، ويحتجزهم في سجونه السرية بعيداً عن مؤسسات حقوق الإنسان ، والبعض منهم محروم من تلقي العلاج أو زيارة الأهل والمؤسسات الحقوقية أو الصليب الأحمر الدولي .