قالت مصادر للجزيرة إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصف مخازن ذخيرة تابعة لكتائب العقيد معمر القذافي جنوب مدينة الزنتان غربي ليبيا، في حين استهدفت غارات أخرى جرت فجر اليوم مواقع بالعاصمة طرابلس. وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات بين الكتائب والثوار في بلدات مختلفة جنوبطرابلس. ووفق مصادر رسمية ليبية فقد خلف القصف خسائر مادية وبشرية، في حين نقلت وكالات الأنباء عن شبكة (سي أن أن) الإخبارية الأميركية أن دوي انفجارات سمع بأنحاء متفرقة من طرابلس، منها انفجاران قويان هزا العاصمة في ساعة مبكرة من الصباح، في حين أعلنت الحكومة عن إصابة موقع عسكري يبعد عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة. من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين الثوار والكتائب أسفرت عن مقتل 13 من الثوار وثلاثة من الكتائب بمدينة بني وليد جنوب شرق طرابلس. وقالت مصادر للجزيرة إن الكتائب قتلت تسعة ثوار بعد وقوعهم في الأسر متهمة الكتائب برفضها تسليم الجثث إلى ذويهم. كما أفاد الثوار في الزنتان جنوب غرب طرابلس أن المدينة تعرضت أمس لقصف شديد من قبل الكتائب باستخدام صواريخ غراد وأخرى بعيدة المدى. وأضاف المصدر أن "قوات القذافي تحاول احتلال المدينة" الواقعة في جبل نفوسة والقريبة من الحدود مع تونس، مضيفا أن تلك الكتائب "تحاصر في المنطقة نفسها مدينتي يفرن والقلعة، وأن الأهالي يعانون من وضع صعب بعد أن انعدم الدواء والغذاء وباتوا يأكلون أعشاب الجبل". في الأثناء قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بليبيا اليوم الثلاثاء إن إمدادات الأغذية والأدوية المتناقصة "قنبلة موقوتة" بالمناطق التي يسيطر عليها القذافي، وإن بعض المخزونات قد تبدأ في النفاد خلال أسابيع. وقال بانوس مومتزيس لرويترز "لا أعتقد أن هناك مجاعة أو سوء تغذية، لكن كلما طال أمد الصراع بدأت مخزونات الطعام في النفاد، إنها مسألة أسابيع قبل أن تصل البلاد إلى موقف حرج". من جهة أخرى، أظهرت لقطات فيديو بالإنترنت نشرتها وكالة رويترز مئات من المشاركين الغاضبين الليبيين في حيّ سوق الجمعة بالعاصمة أثناء مشاركتهم في جنازة، وهم يرددون عبارات ضد العقيد. وقال ناشطون إن هذه الصور التقطت أمس الاثنين عند دفن اثنان من المتظاهرين قتلا بمنطقة سوق الجمعة التي شهدت اشتباكات بين المتظاهرين وكتائب القذافي منذ بداية الثورة. وقال ناشط وضع لقطات الفيديو بموقع يوتيوب، إن كتائب القذافي وصلت بشاحنات وأطلقت نيران الذخيرة الحية على الجنازة وفرقتها. وخارج ليبيا تفاعلت قضية انشقاق عدد من الضباط حيث وصف العميد صلاح جمعة عمليات الانشقاق بأنها تعني أن قوات القذافي لم يعد بإمكانها دعم النظام، حيث "تعمل الآن بنحو 20% من قدراتها العسكرية التي شلتها القوات الدولية". وكان ثمانية من كبار الضباط بينهم أربعة عمداء ظهروا بالعاصمة الإيطالية روما أمس حيث ناشدوا بقية الضباط والجنود من زملائهم أن يحذوا حذوهم وينضموا لصفوف المعارضة، واتهموا الكتائب بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" فضلا عن اغتصاب كثير من النساء في مصراتة والزاوية وزوارة والغزاية.