الدكتور أحمد الطيب جدد الأزهر الشريف مناشدته لأولي الأمر والشعوب العربية الشقيقة في سوريا واليمن وليبيا، ويذكرهم بحق الرحم والآصرة العربية أن يسارعوا إلي حقن الدماء وصون الأعراض والحفاظ على وحدة الوطن، ويتمنى عليهم أن يبذلوا غاية الجهد في البحث عن مخرج آمن من هذا المأزق الخطير، وحلول عملية تضمن حقوق المواطنين في أن يعيشوا حياتهم في أمن وسلام على أرضهم وبين أهليهم وذويهم ويحققوا طموحاتهم في الإصلاح والتغيير. جاء ذلك خلال اجتماع مجمع البحوث الإسلامية بجلسته المنعقدة أمس السبت برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وقال المجمع في اجتماعه أن الذي يحدث لا يليق بمكانة الأمة العربية والإسلامية ولا بتاريخها ولا بحضارتها في هذا العصر الذي نعيش فيه، وقى الله أمتنا العربية مما يُدبَّر لها من مكائد وتربصات داخلية وخارجية . يتابع مجمع البحوث الإسلامية بقلق بالغ، انجراف بعض ردود الأفعال بين بعض الأطياف والفئات أو وسائل التعبير في مصر إلي ممارسات تعود على الوطن بأوخم العواقب وأقدح الأضرار وهو إذ يقر إقراراً كاملاً بالحق في التعبير وإبداء الرأي والحق في المراجعة والنقد والحق في متابعة الفساد ومساءلة من تورطوا فيه، فإنه في الوقت نفسه يؤكد على أهمية الالتزام بقيم العدالة ووجوب توخي الأمانة في استخدام الحق في الإبلاغ الذي يوجب القانون أن يلتزم الصدق والدقة والتجرد، وأهمية التزام الإعلام بكافة مواثيق النشر التي لا تقر إطلاق عرض البلاغات وإنما بث الأنباء الفضائية التي خضعت للفرز والبحث والتحقيق وصارت معبرة عن الحقيقة التي من مصلحة المجتمع برمته أن تُقَدَّم على ما عداها. ويؤكد المجمع على أنه إذ قال ويقول نعم للثورة، فإنه ينوه إلي مخاطر الفوضى، وأنه في هذه المرحلة الدقيقة يجب الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية والنظر بعين الرعاية إلي مصلحة الوطن الذي هو قرة أعين الجميع، ويدعو أبناء الشعب إلي التوحد حول غاية واحدة هي تمهيد الطريق أمام مصر لتتابع مسيرتها إلي المستقبل المشرق الذي نرجوه لها.