أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم بشدة قيام جماعة الإخوان المسلمين بالتحريض ضد المواطنين والشباب المصريين الداعين لتنظيم مظاهرات سلمية غدا الجمعة 27مايو ، للمطالبة بإقرار العدالة ومحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك على جرائم القتل والفساد المنسوبة له، حيث وصف الإخوان المسلمين هذه المظاهرات بأنها “إما ثورة ضد الشعب وغالبيته الواضحة، أو وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها الممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة”. وكان العديد من القوى السياسية الديمقراطية والشبابية قد دعت لمظاهرات سلمية اليوم الجمعة للمطالبة بمحاكمات جادة لرموز الحكم الديكتاتوري السابق على جرائم قتل أكثر من 800 مواطن مصري وعلى جرائم الفساد التي اقترفوها ، والمطالبة بتنفيذ وعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير مصر الآن بوقف حالة الطوارئ في سبتمبر القادم ، وبدلا من أن تعلن جماعة الإخوان المسلمين عن عدم مشاركتها لهذه المظاهرات ، طبقا لرأيها وكحق لها في التعبير عنه ، قامت بممارسة دور الحزب الوطني الحاكم “سابقا” في الهجوم على هذه المظاهرات والداعين لها ، فضلا عن محاولات تحريض المجلس العسكري الحاكم ضد هذه القوى السياسية ، وهو ما يثير الشك بقوة في حقيقة موقف هذه الجماعة من الحريات المدنية والسياسية ويعيد للأذهان المخاوف التي طرحتها العديد من القوى السياسية والديمقراطية من العداء الذي تكنه هذه الجماعة لحرية التعبير وحق الاختلاف في الرأي. وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان : لم نعد مندهشين ولا نشعر بالمفاجأة من موقف الإخوان المسلمين من التظاهرات السلمية ، فعبر الشهور السابقة كنا نرى العديد من التصريحات المثيرة للكراهية التي يطلقها رموز من هذه الجماعة ، ليأتي البيان الرسمي للإخوان المسلمين أمس مليئا بالتحريض ضد هذه التظاهرات والداعين لها ، ومؤكد على أن الحزب الوطني المعروف بعدائه للحريات والديمقراطية مازال موجودا ، ولكن باسم آخر هو الإخوان المسلمين. وأضاف عيد المواطنين المصرين ليسوا بحاجة لموافقة أو استئذان أي جهة أو سلطة لممارسة حقهم المشروع في التعبير الجماعي عن الرأي عبر التظاهر السلمي ، وإذا كان من حق الإخوان المسلمين تبني رأي مخالف لرأي القوى السياسية والشبابية، فليس من حقها أن تحرض أو تحاول قمع هذه التظاهرات السلمية ، لأنه أحد أبرز ملامح التحول الديمقراطي الذي ننشده ، وعلى الإخوان المسلمين أن يعلموا أن الديمقراطية تعني الاختلاف في الرأي والوسائل ، وليس الخلاف والتحريض والنفاق الفج ضد المخالفين لهم.