لماذا انتظر المجلس العسكرى حتى أطلت الفتنة برأسها القبيح؟؟ هذا هو السؤال الصادم الذى يطرق رأس كل من يتابع حالة الاحتقان التى تجتاح الشارع المصرى، بمسلميه وأقباطه على حد سواء، فمن ناحية فشل المجلس العسكرى فى تلبية مطالب "إسلاميين" بكشف الحقيقة فى قضية "كاميليا" وأخواتها، ومن ناحية أخرى وقف المجلس عاجزا أمام اشتعال فتنة "حرق الكنائس" فى امبابة، فى ظل تخاذل أمنى مريب من جانب وزارة الداخلية، وهو التخاذل الذى وصل به بعض المراقبون إلى حد ضلوع "الداخلية" فى مؤامرة يقوم بها أنصار النظام البائد بهدف تفريغ الثورة من مكتسباتها، وإعادة عقارب الساعة إلى ماقبل 25 يناير، حيث السلطة – كل السلطة – فى يد نظام مستبد يحكم المصريين بالحديد والنار. السؤال ذاته عاود طرح نفسه مجددا ليلة أمس، حيث وبعد أن تخاذل المجلس العسكرى فى اتخاذ قرار حاسم بشأن الاعتصام الذى أعلنه "أقباط ثائرون" على خلفية مطالب لهم يرون أنها لم تلق أى اهتمام من السلطة الحاكمة، أى الجيش، وبعد أن بدأ بلطجية "الوطنى – المنحل" فى الصيد مجددا فى الماء العكر، عبر شن اعتداءات متتالية على أقباط ماسبيرو، ما أسفر عن سقوط عشرات من المصابين، فوجئ أقباط ماسبيرو بدخول دبابات الجيش إلى مقر اعتصامهم بدعوى توفير الحماية لهم من هجمات البلطجية، فكان رد الفعل القبطى عنيفا جدا ضد قوات الجيش، تحت شعار محق للغاية: "أخيرا جئتم بعد خراب مالطة؟؟؟" استغاثة بالأمريكان إنه ذات الغضب الذى دفع بعضهم إلى جنون المطالبة بالتدخل الأجنبى لحمايتهم من "اضطهاد" الغالبية المسلمة، بحسب "جرجس كميل" – أحد المعتصمين الأقباط بماسبيرو – الذى قال بعد أن رفض الحديث فى البداية للصحافة ولكن بعد أن شعر بأننا مقتنعون بمبررات غضبه، قال أن الكيل قد طفح بالأقباط بداية من أحداث كنيسة القديسين، ومن قبلها مذبحة نجع حمادى، ثم أحداث كنيسة صول وكنيستى العذراء ومارمينا اللتين تم إحراقهما مؤخرا على أيدى متشددين إسلاميين فى امبابة، بينما لا الحكومة ولا الجيش يتخذان أية مواقف إيجابية لاستعادة حقوقنا المهدرة، وبدأنا نشعر أننا غرباء فى بلدنا، وهو ما دفع بعضنا للاستغاثة "بالخارج" ليحمينا ويدافع عنا..!! وواصل "جرجس" مزاعمه الخطيرة قائلا: إننا لا نطالب أن تقوم أمريكا باحتلال مصر، ولكن فقط أن تفرض الحماية على الأقلية القبطية كما هو الحال فى العراق...!! "موريس حنا" بدوره يخالف الرأى السائد من أن بلطجية الحزب الوطنى هم المسئولون فقط عن فتنة امبابة، ولكن هناك من قاموا أيضا بتحريض الشباب على حرق الكنيسة من بعض مشايخ السلفية، مؤكدا أن المسلمين هم من قاموا بدخول الكنيسة واحداث الشغب أولا ثم قامت القوات المسلحة بإطلاق بعض الأعيرة النارية فى الهواء، وأوضح أنه لو كانت الحكومة قامت من البداية بمحاسبة الذين قاموا بقطع أذن القبطى بأسوان ومحاسبة المسئولين فى حادثة أطفيح لم تكن أحداث أمبابة قد وقعت أصلا، على حد قوله.
"أقلية مقهورة" أما ماريان خليل فقالت أن البلد ليس بها حكومة وكل شخص يصنع ما يشاء، بينما ننحن كأقباط لنا مبادئ نمشى عليها لا نستطيع الخروج عنها، وهو ما يدعو بعض الناس لاستغلال هذه النقطة (للتخلص منا).. وواصلت بقولها "نحن أقلية مقهورة" فى هذه البلد وأننا لنا حقوق لن نتخلى عنها. يلتقط "مينا أسامة" طرف الحديث قائلا: نحن هنا ليس لإحداث شغب أو تعطيل مصالح البلاد ولكن نريد أن نبقى أسرة واحدة وأن الحكومة ترعى الأقليات ونطالب بإخراج شبابنا من السجون.
أما "سمير بطرس" فيقول "إحنا بناتنا بيخافوا يمشوا فى الشارع" مشيرا إلى أن ابنته قد انقطعت عن الدراسة منذ ظهور فتوى تشويه أي فتاه تمشى فى الشارع غير محجبة، (شائعة ظهر بطلانها).. واستطرد بقوله: "إحنا حقوقنا ضائعة والأغلبية القوية دائما تأتى على حساب الضعيف، ونحن فقط نريد أن نعيش كمواطنين مصريين لنا نفس الحقوق والواجبات. وخرجنا من "ماسبيرو" وقد ازداد شعورنا بالغضب لما وصل إليه حال الوطن الذى تتهدده الفتنة فى الداخل بينما يترصد له أعداء الخارج، فيما بقيت أسئلة كثيرة بلا إجابة واضحة.. إلى متى يستمر تأخر المجلس العسكرى فى اتخاذ القرارات الحاسمة إلى ما قبل نقطة الانفجار؟؟ وهل فعلا هناك دور لوزارة الداخلية "الجديدة" بقياداتها "القديمة" فى إشعال ثورة مضادة، تحرق الأخضر واليابس ليعود النظام القديم ليطل علينا بوجهه القبيح؟؟.. هذا ما قد تجيب عنه الأيام القليلة القادمة.