رغم عودة الهدوء إلي شوارع إمبابة وسيطرة القوات المسلحة والشرطة علي الأوضاع إلا أن هناك جراحا لم تندمل بعد. وخوفا من أن تكون النار مازالت تحت الرماد.. ولكن المفاجأة التي تفجرها "الجمهورية" من خلال رصد الأوضاع علي الطبيعة بشوارع إمبابة أن المسيحيين بالمنطقة أكدوا أن السلفيين براءة من حادث حرق الكنيسة وإطلاق الرصاص. مايكل لويس شاب في العشرينات من عمره ومن سكان المنطقة ورفض التصوير قال ثائرا: إن المصالحة بين المسلمين لن تتم إلا بعد وضع النقاط علي الحروف ومحاسبة الذين اعتدوا علي الكنيسة. تدخل ممدوح زاهي في الأربعين من عمره محاولا تهدئة مايكل قائلا: نحن مع التهدئة والمصالحة فجيراني من المسلمين هم أصدقاء العمر وأؤكد أن السلفيين أبرياء من تلك الأزمة وتم الزج بهم بشكل يؤجج مشاعر الأقباط وأصر علي التلاحم مع صديق عمره صالح قاسم الصاوي صاحب شركة قطاع خاص الذي قام بتقبيل جاره القبطي. يؤكد وجدي شحاتة أن من شاركوا في هذه الأحداث ليسوا من أبناء المنطقة بل من مناطق أخري وليسوا سلفيين ولكنهم شباب يركبون الموتوسكيلات ويحملون الأسلحة البيضاء وفرد الخرطوش والمولوتوف ولذك فأنا متأكد أن هناك مؤامرة تمت لأن التنفيذ كان عن طريق البلطجية المؤجرين الذين كسروا باب الكنيسة بشكل محترف. تدخل وائل سعيد من السلفيين بالمنطقة في الحديث.. وقال: هذا جاري المسيحي ويعرفني ونحن لم نشارك في تلك الأحداث.. وأنا أفجر لكم مفاجأة بأن المسيحي صاحب المقهي من جيران الكنيسة الذي أطلق النار لم يصب أي مسلم حيث قام بإطلاق رصاصة في الهواء وأخري في الأرض ولم تندلع الأحداث بسبب هذه الطلقات فمن قام بهذه الأعمال ليسوا سوي بلطجية.. فالسلفيون لا يملكون السنج ولا المطاوي والمولوتوف.. فهذه فتنة ولا يمكن أن نشارك فيها. يروي جمال محمد من سكان منطقة الأحداث بامبابة أنه أرسل نجله للتبرع بالدم لجاره المسيحي الذي أصيب لأنهم أصدقاء العمر الذين يشاركونهم أفراحهم وأحزانهم وهو وأولاده حضروا عرسا بتلك الكنيسة التي تعرضت للحرق. تؤكد ماريان زكي أنه ليس هناك مشكلة مع المسلمين لأنهم أهلنا ولكن المشكلة في الذين تعدوا علي الكنيسة ولم تتم محاسبتهم.. فأنا طبيبة ومنذ ساعة كل من عالجتهم بالمستشفي من المسلمين. يقول عبدالمنعم عثمان - معاش - إن هناك مجموعة من البلطجية الذين أشعلوا الفتنة وليس السلفيون كما تردد وسائل الإعلام فأنا رأيت بأم عيني شبابا مرسوما علي جسدهم وشم ويقومون بإطلاق النار ويلقون بالمولوتوف علي الكنيسة وكنا نحن نصلي مع السلفيين في المساجد وكلهم استنكروا هذا الفعل.
الشعب يحاكم إضراب الأطباء.. ووزير الصحة يعتبره حضارياً أصيبت المستشفيات الحكومية بالشلل جراء اضراب الأطباء الذي دعت له جماعة «أطباء بلا حقوق» أمس. وفي بورسعيد قام عدد من المواطنين بتحرير بلاغات في أقسام الشرطة ضد مسئولي مستشفيات المبرة والتضامن ومراكز الأشعة، لامتناع الأطباء ومعاونيهم عن استقبال المرضي. كما اتهم مواطنون في بني سويف الأطباء المضربين عن العمل بخيانة قسم الطبيب، بعد أن أصيبت مستشفيات المحافظة بالشلل التام. وتطور الأمر إلي اشتباكات بالأيدي بين المرضي وذويهم والعاملين بمستشفيات بني سويف، وفي أسيوط منع أفراد الأمن وعمال مستشفي أسيوط العام المرضي من دخول المستشفي. وقام أمين عام نقابة أطباء القليوبية مجدي خروب بجولة بمتابعة تنفيذ إضراب الأطباء، وأعلن إحالة الطبيب المخالف إلي مجلس تأديب، لافتاً إلي مخاطبة العيادات الخاصة لاستقبال المرضي مجاناً. وفي مفاجأة كبري وصف وزير الصحة د.أشرف حاتم اضراب أمس بأنه حضاري مؤكداً انتظام تقديم الخدمة الطبية بنسبة 85%. في المقابل قال د. رشوان شعبان المتحدث باسم «أطباء بلا حقوق» إن الاضراب نجح بنسبة 80%، طبقاً لغرفة عمليات دعم الأضراب بنقابة الأطباء. - الفراغ الأمني يهدد الثورة حذر اللواء محمد إبراهيم مساعد أول وزير الداخلية وعضو المجلس الأعلي للشرطة من استمرار حالة الانفلات الأمني المصاحبة لهروب ما يقرب من 8400 سجين من مختلف سجون المحافظات خاصة مع تصاعد الأحداث الطائفية وانتقد أسلوب الصلح العرفي مع مرتكبي هذه الأحداث خلال الصالون الذي نظمه د.حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة السابق أمس تحت عنوان «الأمن واقتصاد مصر». وشدد إبراهيم علي أهمية البدء في تحرك مجتمعي لتشجيع الشرطة علي النزول بكثافة للشارع وضبط الهاربين لاستعادة الأمن بعد حالة الاحباط التي تعرضوا لها بسبب صورتهم المشوهة في الإعلام وأكد أن التحريات اثبتت أن اقتحام بعض السجون بالتوازي مع أحداث الثورة جاء من جانب عناصر حمساوية وأخري تنتمي لحزب الله بعد دخولهم عبر معبر رفح قبل الثورة وأضاف هؤلاء توجهوا للسجون التي تضم بعض عناصرهم. ودعا اللواء حسن أمين لإعادة هيكلة مهمة رجل الشرطة بحيث تقتصر علي حماية المواطن وليس النظام لافتا إلي أهمية إزالة أزمة عدم الثقة بين الشرطة والمواطنين وأضاف المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق لهذه الأفكار عدم تعذيب المواطنين في الأقسام مشيراً إلي أن أغلب قضايا الجماعات الإسلامية ملفقة واعترافاتهم كانت بفعل التعذيب بينما حذر د.حامد طاهر مما اسماه زواج الشرطة بالبلطجة والبلطجية. ومن جانبه دعا د.حلمي البشبيشي وكيل كلية التجارة جامعة القاهرة إلي مراجعة الموازنة العامة التي صاغها النظام السابق محذراً من أن تؤدي لمزيد من المشكلات الاقتصادية مستقبلا داعيا لمراجعة سياسة الدعم ونسف النظام الضريبي وصياغة مشروعات جديدة. .