علامات استفهام كبيرة نحو الإعلام العربي تخضع بعض وسائل الإعلام الخاصة لتمويل رجال الأعمال الفاسدين ولا تهاجمهم من أجل الحصول على رأس المال حتى أصبحت هذه الوسائل تبني عظمتها على حساب حقوق الشعب وهو ما يراه البعض انحراف في المهنة ومخالفة لأبسط قواعد مهنة الصحافة لأن الصحفي الحقيقي من المفترض ألا يكون لديه ولاء سوى لقلمه وليس لمموله لكن إذا تنوعت الاتجاهات وأصبحت هذه الوسائل قائمة على الزيف وخداع قرائها أو مشاهديها فتكون قد فقدت مصداقيتها ولا يصح أن يطلق عليها وسائل إعلام وفي الوقت نفسه هناك أمثلة أخرى حافظت على قواعد المهنة وميثاق الشرف الصحفي ولم تخضع أقلامها أو برامجها لأموال رجال الأعمال وفي التحقيق التالي استعراض معكم لهذه الأمثلة :
وهذا نموذج حي لفضائية مستقلة ساهمت في كشف فساد ممولها وكانت النتيجة في غير صالحها حينما قررت قناة الفراعين شن الهجوم على من يمولها وقامت بفتح ملف فساد رئيس مجلس إدارة وكالة الأهرام للإعلان "حسن حمدي" وأذاعت في حلقات كثيرة عبر برنامج معين ما يثبت هذا ولكن بمجرد حدوث هذا تم إيقاف البرنامج الذي أذاع الحلقات التي أدانت "حسن حمدي" وتم أيضا إيقاف المذيع عن العمل تماما بعد تقديمه لهذه الحلقات خاصة أن الوكالة أعطت أوامر لصاحب القناة ولا يعاد هذا المذيع وليس هذا فقط بل طالبت الوكالة بتقديم شكوى للجهات الرقابية ضد القناة في حالة عدم الاستجابة للأوامر وكانت هذه هي النتيجة ..
نموذج أخر : نشبت خلافات حادة بين الصحفي مصطفي بكري ورجل الأعمال نجيب ساويرس عقب حديث ساويرس عن النقاب في مصر خاصة عندما يتجول في شوارع القاهرة وأنه سوف يسعى إلى تغير الفكر الذي سيطر على المصرين وذلك قبل افتتاح قنواته الفضائية الخاصة وشن "بكري" حملة شرسة على ساويرس من خلال جريدته (الأسبوع) برغم حملة الإعلانات التي كانت موقعة بمبلغ يتجاوز المليون جنيه سنويا بين جريدة الأسبوع وشركة موبنيل المملوكة لنجيب ساويرس قام على أثره ساويرس إنهاء التعاقد مع جريدة الأسبوع وحاول البعض منع "بكري" من مولصلة الهجوم على ساويرس لكي تعود حملة الإعلانات مرة أخرى إلا أن بكري واصل حملته ضد ساويرس بشراسة .
بينما كان للدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة رأي في هذه القضية موضحا أن هذه المسائل أو الأمور لابد أن تكون مستندة لأدلة سليمة قبل أن تدين أشخاص أبرياء هذه ناحية ، ومن ناحية أخرى أن الجريدة أو القناة إذا كانت قبول وتهتم بالقارئ أو المشاهد فإن المعلن هو من يسعى لها وحينئذ سوف لا تحتاج إلى ممول غير شريف فاسد يعمل على لي ذراعها أو إجبارها عن التغاضي عن مساوئه أما إذا كانت خلاف ذلك فإنه في هذه الحال سوف لا يكون هنا فرق كبير بين الجريدة أو القناة وبين ممولها إضافة إلى فقدان مصداقيتها .