توقعت مصادر سياسية عربية أن تشكل الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين , ونهاية لفترة من البرود الذي سيطر على العلاقات بين البلدين الفترة الماضية عقب اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الذي كانت تدعمه الرياض . وقال خبراء سياسيون عرب أن الملك عبد الله يهدف من وراء زيارته لسوريا إلى مساعدتها للخروج من عزلتها الدولية لاسيما مع الخطاب الذي يتبناه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرامي إلى فتح قنوات الاتصال مع دمشق ومحاولة إبعادها عن الحلف الذي تتزعمه طهران بالمنطقة . وقال دبلوماسيون في دمشق ان تفاهما بين الزعيمين السوري والسعودي من شأنه أن يؤدي الى تشكيل موقف عربي أوسع يساعد أوباما بشكل أفضل في جهوده نحو تحقيق السلام كما سيكون من شأنه أن يساعد على تشكيل حكومة جديدة في لبنان وتهدئة مخاوف القوى السنية العربية التي تتعلق بايران الشيعية وهي حليف لسوريا. وقال الصحفي السوري ثابت سالم ان ما يمكن أن تعرضه سوريا بشأن ايران هو توضيح أن سوريا لن تكون طرفا في أي عمل ايراني يمس المصالح العربية وقال ان سلسلة من الزيارات قام بها مسؤولون غربيون رفيعو المستوى الى دمشق كانت فعالة في إنهاء جهود عزل سوريا. وأضاف سالم أن الملك عبد الله على الأغلب هو الذي سيميل الى تقديم التنازلات لان سوريا لم تعد منعزلة كما قوي موقف ايران بعد الاتفاق الأخير مع الغرب في اجتماع الاسبوع الماضي الذي ضم ايران والقوى الست الكبرى في جنيف.. بينما قال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل ان السعودية رغم كل ما سبق تعتبر سوريا في موقف أضعف وقال ان السوريين يحتاجون الى هذه الزيارة بأي ثمن لتفادي عزل الدول العربية لها وقال ان هذه الزيارة من شأنها أيضا أن تزيل الشك في أن دمشق كان لها دور في اغتيال الحريري كما من شأنها أن تمهد الطريق لزيارة نجل الحريري لدمشق وهو ما قد يمثل "مكسبا كبيرا للسوريين."