تحت عنوان "أهلي وزمالك"، يروي المدون المصري أسامة صابر ما حصل معه في أحد الأيام التي كان عائدا فيها من عمله، فيقول: "جلس بجانبي، أو معنى أدق ألقى بجسده على المقعد المجاور لي في عربة المترو.. وقبل أن يدع لي فرصة للتساؤل، سارع هو قائلاً بأنفاس لاهثة: "يخرب بيت الأهلي على بيت الزمالك! استفادوا إيه بقى غير شتيمة أهالي بعض وقلة الأدب؟" هززت رأسي موافقاً كما يفعل أي مواطن صالح ينصت لشكوى أخيه المواطن في المواصلات العامة، فأسترسل الرجل قائلاً: "أنا واقف على حيلي في الإستاد سبع ساعات عشان خاطر الماتش، والحمد لله خلص تعادل وإلا كانوا قطّعوا في بعض" وأستكمل صابر قصته بالقول: "لم يكن لائقاً أن أستمر في صمتي، فغمغمت في أقتضاب: "طب الحمد لله إنه خلص تعادل".. أطلق زفيراً ملتهباً لا يخلو من ضيق، وهو يقول: "شعب تافه، ما فيش في دماغهم إلا الكورة.. بدل ما يتظاهروا عشان سلعة تمنها بيزيد!".. قال جملته الأخيرة وأتبعها بإغلاق جفنيه معلناً إنتهاء المحادثة التي بدأها هو وأختتم صابر القصة بالقول: "مضت لحظات حتى أقتربت محطتي، فأعتدلت واقفاً لأتهيأ للنزول وأنتبه لأمر لم ألحظه في الجالس بجانبي.. كنزة سوداء يرتدونها فقط في الشتاء.. هؤلاء الذين يحملون "رقعة" على ذراعهم مكتوب عليها.. "مديرية أمن القاهرة"