"حراك دينى" هذا التعبير قاله لى أحد الأصدقاء منذ عدة أيام يصف به ما يحدث الآن فى مجتمعنا من تغيير بعض أصحاب الديانات لمعتقداتهم والانتساب لدين آخر أو الانتقال بين الطوائف والملل داخل الدين الواحد كأن ينتقل شيعى مسلم إلى صفوف السٌنة أو العكس، أو ينتقل مسيحى أرثوذكسى إلى الكنيسة الإنجلية أو البرتستانتية إلى آخره . ووصف هذا الأمر ب" الحراك الدينى" قد لا يكون وصفا دقيقا لكنه على أى الأحوال يعكس جانبا مما يحدث فى وصف هادىء , لأن ما يحدث فى الواقع أخطر , والوصف الأدق له فى رأيىّ هو المؤامرة على الذات وعلى سلام الوطن . وما صرح به الأنبا بيشوى فى الصحافة منذ أيام بخصوص نشطاء بعض الملل غير الأرثوذكسية لإكتساب أتباع الأرثوذكسية إلى كنائسهم هو أمر صحيح , وأنا أعلم جانبا كبيرا من تفاصيل هذا المخطط أو المؤامرة ولم أوثر أن أنشره لأكثر من سبب أولها طلب بعض المصادر من الأصدقاء المسيحيين عدم نشر ما صرحوا لى به وثانيا لأن هناك خيوطا كثيرة مشتبكة فى هذا الملف تحتاج إلى جهد ووقت ل"تربيطها" وهو ما لاأملكه الآن . وإلى أن أفعل أستطيع ان أكشف لكم عن واقعة واحدة تشير إلى ماذهبت إليه. والذى حدث أن الفاضلة الأستاذة سوسن ابنة القس الراحل إبراهيم عبدالسيد إتصلت بى منذ مدة تستشيرنى فى عرض وصلها من أحد رؤساء الطوائف "غير الأرثوذكسية" يدعمه المنشق عن الكنيسة المدعو ماكسيموس يطلبان منها إعادة طبع كتب القس الراحل على نفقتهم الخاصة مع رصد مبلغ كبير لها على سبيل حقوق النشر .. قالت لى أبنة القس الراحل إن الرجلين زارها وقدما بنفسيهما العرض وإنها مترددة ؟ سألتها :ألا تعرفين ما وراء ماكسيموس وهذا الشخص الآخر؟ أجابت : أعرف الكثير وأعرف أنهم يريدون أن يستغلوا اسم أبى لضرب الكنيسة قلت لها :أذن احسمى أمرك ... ولم توافق إبنة إبراهيم عبد السيد المعارض الشريف أن تٌستغل كتب أبيها أو اسمه بعد وفاته فى مؤامرة ضد الكنيسة الأرثوذكسية .. وكاتب هذه السطور مسلم وأكتب هذا الكلام من منطلق غيرتى على الكنيسة الوطنية وغيرتى على وطنى مصر الذى يمزقه الأفاقون وضعاف النفوس والباحثون عن المال الذين ينتقلون بين الملل والنحل والمهرجون الذين يقفزون على الحبال للشهرة والموتورن الذين يصفّون حساباتهم على حساب الله والوطن..