تعقد يوم 27 اكتوبر/تشرين الثاني في مدينة استراخان جنوبروسيا قمة ثلاثية بمشاركة كل من الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ونظيريه الاذربيجاني إلهام علييف والأرمني سيرج ساركيسيان لبحث إمكانية التوصل الى اتفاق حول أزمة إقليم ناغورني قره باغ. وتعقد القمة بمبادرة من الرئيس مدفيديف. وقال المكتب الصحفي للكرملين ان المباحثات ستتناول "مسائل تسوية قضية قره باغ"، كما من المتوقع ان يعلن ساركيسيان وعلييف عن نيتهما اجراء لقاء ثنائي في اطار قمة منظمة الامن والتعاون الاوروبي المقبلة المقرر عقدها يومي 1 و2 ديسمبر/كانون الاول. وتجدر الاشارة الى ان الاجتماع الثلاثي في أستراخان هو ثالث لقاء بين مدفيديف ونظيريه الاذربيجاني والارمني يهدف الى تخفيف حدة توتر ازمة قره باغ التي توصف بأنها الأشد في منطقة القوقاز. وعقدت آخر قمة ثلاثية من هذا النوع في مدينة سان بطرسبورغ في يوليو/تموز الماضي، وتسنى للطرفين حينذاك "تقريب وجهات نظرهما حيال عدد المسائل المتنازع عليها" حول مبادئ التسوية السلمية، حسبما اعلن المكتب الصحفي للكرملين. وأكد مدفيديف في ختام اللقاء عن عزمه مواصلة جهود الوساطة بين الطرفين لتحقيق التسوية. هذا وبدأ النزاع المسلح في اقليم قره باغ في عام 1988 بعد اعلان دائرة ناغورني قره باغ ذات الحكم الذاتي عن خروجها من جمهورية اذربيجان السوفيتية. واودى النزاع المسلح بحياة زهاء 40 ألف شخص قبل وضع حد له بعد هدنة عام 1994، اما عدد اللاجئين فبلغ نحو مليون شخص. وبدأ الطرفان مفاوضات التسوية في عام 1992، غير انها لم تحقق نجاحا حتى الآن. وكانت وزارات خارجية كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة اعدت قائمة المبادئ الاساسية لتسوية النزاع في قره باغ طرحتها للطرفين الارمني والاذربيجاني في العاصمة الاسبانية مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007 . وتضم هذه المبادئ على وجه الخصوص اعادة المناطق المجاورة لاقليم قره باغ تحت سلطة اذربيجان وحق عودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم واضفاء الصيغة المؤقتة على اقليم قره باغ قبل ان يتم تقرير مصيره عن طريق اقتراع عام.