الرئيس السودانى عمر البشير أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز"الدراسات العربي الأوروبي" في باريس أن المطالبة في انفصال الجنوب السوداني يأتي ضمن سياق مخطط امريكى صهيوني . وذكر المركز في بيان أنّ 76.4 % من الذين شملهم الاستطلاع قالوا انه مع احتمال انفصال جنوب السودان ستنتقل العدوى إلى دول عربية أخرى ، وأن المطالبة في انفصال الجنوب يأتي ضمن سياق مخطط امريكى صهيوني وهو التكتيك الجديد في الحرب على المنطقة العربية اي تقسيم الدول العربيه وليس خوض الحروب التقليديه . وبرأيهم ان القائمة المطروحة حاليا تشمل العراق - اليمن - السودان - المغرب – الجزائر . ولم يستبعدوا في المدى المنظور دول خليجية قد يشملها التقسيم . وتوقعوا ان يتم تقسيم هذه الدول خلال العشر سنوات القادمة.كما ذكر الاستطلاع أن 15.3% توقعوا انفصال جنوب السودان لأن غياب العدل والحرية داخل السودان هي من أسباب المطالبة بالانفصال . واستبعدوا وجود أي مؤامرات غربية او أمريكية خلف المطالبة بالانفصال . فيما 8.3 % استبعدوا انفصال جنوب السودان . ورأوا أن هناك مكوّن شعبي رافض لهذا الانفصال . وخلص المركز الى نتيجة مفادها انتظار اجراء استفتاء شعبي في جنوب السودان تحت إشراف الأممالمتحدة لتقرير مصير جنوب السودان بعد حرب أهلية استمرت عشرات السنوات وتوجت منذ فترة بهدنة شبه دائمة . وتتخوف السلطة المركزية السودانية من أن يؤدي الاستفتاء إلى انفصال الجنوب لذا تعمد إلى إبراز مساوئ الانفصال وتحث الناس على التصويت لمصلحة وحدة البلاد فيما القادة الجنوبيون متحمسون لإعلان دولة مستقلة على خلفية أن الوحدة قد أثبتت فشلها وان الحفاظ عليها يعني عودة إلى النزاعات والحروب الأهلية . وبانتظار إجراء الاستفتاء ومعرفة نتيجته النهائية فإن هناك تخوف لدى عدة دول عربية من أن تكون تجربة السودان مقدمة لتطال نتائجها في حال الانفصال دول أخرى مرشحة في الإستراتيجية الغربية للتقسيم والتجزئة . فاليمن يعيش صراعاً متعدد الأوجه حيث هناك نزاع بين السلطة والحوثيين ، ونزاع بين السلطة و " الحراك الجنوبي " الذي يطالب بانفصال الجنوب مجدداً معتبراً ان الوحدة بين شطري اليمن لم تحقق الاندماج الفعلي ، وصراع بين السلطة والجماعات الإرهابية التي اتخذت من اليمن مقراً لإطلاق أنشطتها في شبه الجزيرة العربية . والعراق يمر بظروف صعبة إذا لم تتمكن القوى الأساسية الناشطة فيه من الاتفاق على حكومة وحدة وطنية رغم إجراء الانتخابات منذ شهر مار س الماضي في وقت لا زالت الفتن والتفجيرات والاغتيالات تنهش من جسد العراق على خلفيات طائفية ومذهبية وعرقية . ويجري ذلك تحت سقف الخوف من أن يلجأ الأكراد إلى إعلان دولة مستقلة وتحت سقف الخوف من بقاء القوات الأميركية إلى أجل غير محدد في قواعد عسكرية إستراتيجية هدفها بالدرجة الأولى ليس حماية وحدة العراق بل حماية المصالح الإقتصادية الأميركية في العراق والمنطقة .