وصلتنى رسالة (عبر البريد الإليكترونى) من بهائى، والرسالة تنم عن غباء مرسلها فضلاً عن جهله، أما الغباء فيتمثل فى كشفه لنفسه ولإعتقاده البهائى رغم تستره فى زى المسلم حين يدعونى عبر رسالته باسم الله ورسوله أن أدخل على المواقع الإليكترونية البهائية وأقرأ ماتحتويه حتى أعرف الحقيقة (!!) فهل يتصور هذا الدعى أننى لم أقرأهم أو أدرسهم؟! هل يتصور أننى لم أقرأ الرواية البهائية عبر مصادرها ؟ بداية من حكاياتهم عن البهاء وسلفه إلى خرافات بهائهم المقدس؟ .. وسبحان الله أن تصلنى الرسالة فى الوقت الذى نعد فيه للنشر حلقة عن رواية البهائيين عن أنفسهم، يحدث هذا فيزيدنى إصراراً على كشف الزيف والضلال.. فاقرأ أنت يابهائى وإذا كانت هناك بقية من إيمان فى قلبك فاقرأ كتاب ربك الله الواحد الأحد علك تهتدى وتكف عن الترويج للكفر البهائى ، أما أنا فقد قرأتكم جيدا والدليل فى الآتى. والآن نسأل : ما هى الصورة التى يقدم بها البهائيون أنفسهم للناس؟!. والأجابة : إذا كان ما قدمناه فى السطور والصفحات السابقة يمثل الرواية التاريخية المتواترة عن البهائية، فمن الواجب أن نفحص رواية البهائيين فالباحث المدقق لا يستطيع أن يتجاهلها، بل يجب أن يفحصها فحصاً نقدياً، ثم لا مناص أن نفعل ذلك لنكشف ما فيها من زيف وضلال لليوم وللأجيال القادمة التى سوف تصلها حتماً تلك الرواية، ويجب أن نحصنهم منها حتى لا يصابوا بسمومها. وهذه الرواية البهائية التى حرص مؤلفوها على أن تعكس وجهاً مشرقاً للأشخاص والحوادث، ونسقاً محددا مبنياً على منهج دعائى، سوف يكشف فحصها الدقيق عما بها من ثغرات ومطاعن واضطراب، لأنها ببساطة تعتمد على الخداع والكذب، وهى فى هذا مثل الشيطان الذى أغرى بعض الخلق باتباعه بل وعبادته، بعد أن زين معصيته وخطيئته للناس ، وأول ما بطالعك فى زيف الرواية البهائية أن الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء والأئمة بشرت بمجئ الموعود الذى هو الباب، وكانت الفرقة الشيخية - التى أسسها الشيخ أحمد الأحسائى - إحدى تلك الفرق التى أكدت على قرب قدوم الموعود المنتظر! أما عن مسألة تبشير الكتب السماوية، فالقرآن لم يرد فيه على الإطلاق ما يشير إلى ذلك، ولا إلى تلك العقيدة التى يؤمن بها طائفة من طوائف الشيعة التى تكونت عقائدها بعد سنين طويلة من نزول القرآن، وما يشير إليه البابيون أو البهائيون فى هذا الأمر هو تأويل متعسف للآيات، وحتى النصوص التى أشاروا إليها فى الكتاب المقدس على أنها تبشر بالبهاء أثبتنا فيما سبق أنها - عند أصحابها وواضعيها - لا تشير لا من قريب أو بعيد للباب أو البهاء، وشخصية الشيخ أحمد الأحسائى نفسه صاحب الفرقة التى روجت لقدوم المهدى أو الموعود مشكوك فيها تاريخياً، وقيل إنها لجاسوس روسى تم نشر مذكراته فيما بعد، ثم لنفترض أنه ليس كذلك، فمن عساه هذا الأحسائى حتى يبشر بقدوم نبى أو رسول من السماء للأرض؟! ثم - وهذا هو الأهم الذى لم توضحه لنا الرواية البهائية - ما هى وضعية الباب بالنسبة للبهاء ؟ أيهما الموعود ؟ ولماذا يكون الباب هو الموصل لمن يظهره الله ؟ ولماذا يضع شريعة لينسخ بها القرآن، ويأتى بعده بسنوات قليلة البهاء ليضع شريعة ينسخ بها شريعة الباب ؟ ويضع أخوه "يحيى صبح الأزل" هو الآخر كتاباً لا أعرف إن كان نسخ أو لم ينسخ كتب البهاء والباب ؟. .. ما هذا الهراء ؟ ثم ما حقيقة هذه الشرائع الناسخة الماسخة ؟(سوف نجيب عن هذا السؤال فيما يلى)، لكن قبل أن نتورط فى شرائع البهائية نستكمل روايتهم عن الأحداث والأشخاص التى تقول فيما تقول: "خلال ما يقرب من المائة وستين سنة منذ نشوء الديانتين البابية والبهائية، تحولت الاتهامات ضدهم (يقصدون ضدهما) حسب تطور العلاقات السياسية بين دول الشرق الأوسط وباقى الدول، فبعد أن اتهموا بالعمالة للروس فى القرن التاسع عشر صاروا يتهمون بالعمالة للإنجليز فى بداية القرن العشرين، ثم تحولت التهم إلى العمالة لليهود منذ أواسط القرن العشرين". والحقيقة أننى فيما كتبت لم أتهمهم بالعمالة فقط، ولكن اتهمتهم بالاستخدام أيضاًَ وتبادل المنافع والمصالح الدنيئة مع تلك القوى الاستعمارية، وسبق أن شرحنا كيف تم هذا، وعلى البهائيين إذا أرادوا أن يسقطوا هذه التهم - عن أنفسهم - أن يثبتوا أن تلك القوى الاستعمارية تريد الخير لشعوب الشرق الأوسط والعالم الإسلامى، ولم تكن تحتلها وتستنزف ثرواتها وتخضعها بالقوة المسلحة، ثم على البهائية أن تثبت أنها تريد الخير للإسلام وتريد له الازدهار، وأنها لا تبشر وسط المسلمين والمسيحيين فى بلدان الشرق الأوسط مثلما تفعل ذلك فى إسرائيل فتلتزم حدودها المرسومة لها ولا تتعداها، وبالتالى ليست المسألة تطور العلاقات السياسية، لكن تحور القوى الاستعمارية وتتابعها على المنطقة. وتبلغ الرواية البهائية قمة اضطرابها عندما تكذّب نفسها فى فقرات متتالية سوف نثبتها أولاً ثم نعلق عليها، فهى تقول فى الأولى : " ولقد سمح لبهاء الله فى آخر سنوات حياته بالعيش فى أحد المنازل خارج حدود السجن كنتيجة لإعلان التعبئة العامة فى فرق الجيش التركى وحاجتهم لثكنات الجيش ...". وفى فقرة تالية تقول :" وخصص لبهاء الله وأسرته من قبل الحكومة منزل فى الحى الغربى من المدينة (عكا) ثم نُقِلوا إلى منازل عديدة بعد ذلك"، وفى فقرة تالية تقول الرواية:" وعند تعيين أحمد توفيق بك حاكماً جديداً - على عكا - تعرَّف على أعمال عباس أفندى (ابن البهاء ) وقام بقراءة الكتب البهائية التى رفعها له المعارضون لإثارة غضبه ضد البهائيين، ولكن قراءته لتلك الكتب حفزته على زيارة بهاء الله وأدت هذه الزيارة إلى تعرُّف الحاكم ببهاء الله عن كثب، ومعرفة ما ينادى به والتأكد من حسن نواياه ونوايا اتباعه، مما دفعه إلى تخفيف الحصر على البهائيين". وفى فقرة تالية تقول الرواية أيضا ً: " ولقد قام عباس أفندى بعد ذلك بشراء مسكن فى ضواحى مدينة عكا حيث عاش بهاء الله إلى أن توفى فى سنة 1892، وصار مرقده مزاراً لأتباعه، وبقى ابنه عباس (عبد البهاء) سجيناً هناك إلى سنة 1908وبعدها أطلق سراحه". وإذا عدنا لقراءة نفس الفقرات، سنجد أن البهاء سمح له بالعيش فى أحد المنازل خارج حدود السجن فى أخر سنوات حياته وخصص له ولأسرته منزل فى الحى الغربى، ثم نُقِلوا إلى منازل عديدة بعد ذلك، ثم تناقض الرواية نفسها فتقول " إن عباس أفندى( ابن البهاء) قام بشراء سكن فى ضواحى عكا، حيث عاش بهاء الله إلى أن توفى. ( عباس أفندى أشترى المسكن أم منحت الحكومة مساكن له هو وأسرته)؟! ثم تضيف الرواية فى فقرة أخرى : " وبقى أبنه عباس سجيناً هناك إلى سنة 1908 وبعدها أطلق سراحه" !! (سجيناً أين وهو يشترى المنازل أو تهبها الحكومة له ولأسرته.. إلى آخره... ؟!) ثم تقول الرواية إن الحاكم أحمد توفيق تعرف على أعمال عباس أفندى (أية أعمال وهو سجين) ثم أعجب احمد توفيق بأعمال عباس أفندى فزار البهاء (؟!!).