المحضر رقم3543 إداري قويسنا المنوفية يكشف جانباً من حالة الهوس التي تجتاح المصريين الآن في بحثهم المحموم عن الثروة السريعة من خلال قطع آثار مهربة! ففي الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي استقبل الرائد عبدالقادر قنديل، رئيس مباحث مركز قويسنا ربة المنزل (ع. أ. ص) ومن بين دموعها ولهفتها أخبرت رئيس المباحث باختطاف زوجها (أ. م. ع) من علي أحد المقاهي عن طريق مهاجمته واقتياده عنوة في سيارة أجرة قليوبية وأدلت برقم لوحاتها المعدنية وأوصافها.. وعندما سألها رئيس المباحث: هل تتهمين أحداً بالتحديد؟! لم تتردد وأدلت بأسماء وأوصاف أشخاص بعينهم (ص. أ. أ) موظف بكلية الآداب بجامعة بنها تعاونه امرأة تبلغ من العمر 31 عاماً (س. ب). ومن الأسماء والأوصاف أدرك رئيس المباحث علي الفور أن هناك تعاملات سابقة بين صاحبة البلاغ ومن اتهمتهم بخطف زوجها وهو الأمر الذي لم تنكره ربة المنزل وأضافت علي اتهامها السابق اتهاما آخر قالت فيه إن المتهمين بخطف زوجها كان قد سبق لهما احتجازه وإجباره علي توقيع أوراق علي بياض وأن سبب ذلك بعض الخلافات المالية بينهما. بحاسة رجل المباحث تحرك الرائد عبدالقادر قنديل وبقليل من التحريات اكتشف رجاله أن تجارة الآثار هي التي جمعت أطراف القضية المشتركين في تشكيل عصابي لتهريب وتجارة الآثار. وجه آخر يعكس الظاهرة ويتمثل في أعماله السرية التي تجري ليلاً ونهاراً في عديد من المناطق المشهورة بأنها أماكن أثرية وأن احتمالات العثور علي آثار فيها واردة ومنها قري ناهيا ونزلة السمان وأبوصير وقري مركز إهناسيا ببني سويف ومنطقة تل حاويين بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية وقرية صان الحجر وعديد من القري الأخري.. وعمليات البحث غالباً ما يقع فيها ضحايا إما أن تنهار عليهم جوانب الحفر فيدفنون أحياء فيها أو يختلف الشركاء نتيجة الطمع ويصل هذا الخلاف إلي القتل.. لكن لاشك أن الذي يعرف طريق الآثار والعثورعليها يعرف غالباً الطرق الخفية لتسويق ما يعثر عليه من كنوز ويعرف أيضاً أن أرباحها أكبر من تجارة المخدرات وغسيل الأموال ويشتغل في تجارتها بقوانين هشة للعقاب وبغطاء ديني يسوغ لهم فعلتهم، حيث أفتي بعض الشيوخ - غير الرسميين - بأن من يعثر علي آثار في بيته فمن حقه أن يبيعها وينتفع بثمنها لأنها تقع تحت حكم "اللقيطة"! محمود عبدالسلام خبير تحف يعترف بأن هناك الكثير من الأشخاص فازوا من جراء ممارسة البحث والاتجار في الآثار، خاصة أن بعضهم حقق أموالاً هائلة من هذه العملية وهذه الظاهرة جذبت كثيراً من الشباب الذي يحلم بالثراء السريع وركوب الشبح، لأنه يقع تحت ضغط عصبي وفقر شديد.. وأضاف أن العملات الفرعونية يتم تصنيعها الآن في قبرص بصورة طبق الأصل ولكن الخبير يعرفها من العيار لأن الفراعنة لم يعرفوا معيار الذهب وأن الذهب عندهم عيار 24 . أما القبرصي المقلد فهو عيار 13 ويكشف أ. ع من نزلة السمان عن أن قرية أبوصير بالتحديد تخصصت في تزوير وتقليد القطع الأثرية وأن أشخاصاً بعينهم أشهرهم (.....) اشتهر بأصابعه الذهبية في تزوير القطع الأثرية وأن هذه القرية خرج منها تمثال مزور تم بيعه لزوجة الرئيس الفرنسي الأسبق ميتران بمليون دولار هذه الفضيحة التي كشف عنها القبض علي طارق السويسى أحد أشهر تجار الآثار في نزلة السمان والذي يقضي الآن فترة عقوبته في أحد السجون.. وفي تجارة وتهريب وتزوير الآثار فصول طويلة وحكايات أغرب من الخيال انتظروها علي صفحات "مصر الجديدة" في الأسابيع المقبلة!