أكد مفتى مصر، على جمعة، أن إلغاء موسم الحج هذا العام "جائز" إذا انتشر فيروس H1N1 المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير بصورة كبيرة، نظراً للتداعيات الصحية المتوقعة، وذلك بهدف "الحفاظ على المواطنين" الذين يقصدون هذه المناسبة الدينية التى تجمع مئات آلاف المسلمين من حول العالم. وذكر جمعة أن مصر فى السابق قامت بمنع حجاجها من الذهاب إلى مكة لأكثر من 30 مرة لأسباب مختلفة، منها قطع الطرق أو وجود وباء أو للغلاء أو للحرب. جاء حديث جمعة، الذى كان يتحدث فى أمسية رمضانية الأربعاء، فى أوضح إشارة تأتى من شخص يحتل مركزاً مرموقاً على صعيد المرجعية الدينية الإسلامية فى العالم. واعتبر جمعة أن ذلك يبيح منع الحجاج هذا العام "إذا تفشى مرض أنفلونزا الخنازير" وفق ما نقله موقع أخبار مصر التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية. وكان الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة المصري، قد أشار إلى أنه يمكن أن يصدر قرار فى أى لحظة لمنع الحج لهذا الموسم، إذا تطلب الأمر ذلك، مشيرا إلى أنه تم تحذير شركات السياحة بعدم التعجل بعقد ارتباطات مؤكدة لموسم الحج لهذا العام، وأن كل شخص حجز للحج هذه السنة فإن ذلك يجرى "على مسؤوليته الشخصية." وتزامن ذلك مع توجيه تونس "نصيحة" إلى رعاياها، طالبة منهم تأجيل الحج لهذا العام، فى أول خطوة من هذا النوع. وكانت السلطات السعودية قد أعلنت فى يوليو/تموز الماضى من جانبها أنها ستفرض مجموعة من القيود قد تمنع كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة والحوامل، إضافة إلى الأطفال دون 12 عاماً، من أداء فريضة الحج أو العمرة هذا العام، خوفاً من انتشار محتمل لفيروس H1N1. وجاء قرار الرياض بعد اجتماع وزراء الصحة العرب الذين شاركوا فى اللقاء الطارئ لمنظمة الصحة العالمية لدول إقليم شرق المتوسط الذى عقد فى القاهرة، حيث حضوا على عدم السماح لكبار السن، ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، أو الأطفال من تأدية الحج أو العمرة. كما تضمن القرار أيضاً عدم السماح للحوامل والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، كأمراض السكر والقلب والكبد والكلى والضغط والسمنة المفرطة وغيرها. جاءت هذه القرارات بعد جدل طويل بين الفقهاء والمفتين فيما إذا كان يجب وقف الحج والعمرة هذا العام خوفاً من انتشار المرض الذى أعلنته منظمة الصحة العالمية وباء عالمياً بعد انتشاره الواسع وتسببه بمقتل المئات.