أكثر من 15 عاما مرت على الدول العربية خلال المرحلة السابقة و تقريبا من 1995 و حتى 2010 شهدت العديد منها خلال تلك الفترة ثورة معلوماتية مبهرة و تصدرت بعضها قوائم أكثر الدول استخداما للتكنولوجيا و تطبيقا للحكومة الالكترونية و حقق قطاع الاتصالات في بعض الدول العربية معدل نمو غير مسبوق على الإطلاق ربما في الدول العظمى نفسها و التي شهدت مراحل متتابعة في تطورها التكنولوجي متزامن مع التطوير الذي تقوم بة تلك الدول ذاتها باعتبارها المصدر الأساسي للتطور التكنولوجي و المصدر الأوحد للعالم في مجال الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات . تصدرت الإمارات العربية المتحدة و خاصة مدينة دبي و المملكة العربية السعودية و مصر مجموعة الدول العربية الأكثر نموا و تطبيقا لتكنولوجيا المعلومات و تطور الاتصالات و حصلت هذه الدول خلال الأعوام الخمس الأخيرة على ترتيبات متقدمة ضمن دول العالم من ناحية معدلات النمو في قطاع الاتصالات و المعلومات و كذلك في تطبيق أنظمة الحكومة الالكترونية إلى جانب التزايد الغير مسبوق في عدد شبكات المحمول و عدد المشتركين الذي شهد معدل تزايد و نمو لم يشهده اى قطاع آخر في القطاعات الخدمية في الدول العربية . خلال تلك المراحل تكلفت ميزانيات تلك الدول المليارات و استطاعت أن تدخل عالم التكنولوجيا و بتعمق و من خلال ذلك أنجبت أجيال جديدة لديها القدرة على التعامل مع احدث تكنولوجيا العصر و حققت طفرة في الانفتاح على العالم الآخر ( الغرب ) الذي ما كنا نحلم بالتواصل معه و الانفتاح علية إلا بدخول عصر التكنولوجيا و السموات المفتوحة و لا يستطيع احد أن ينكر دعم القطاع لميزانيات تلك الدول العربية و خاصة الإمارات و مصر التي حققت عائدات مقبولة بالمقارنة بحجم الإنفاق و الاستثمارات التي تم ضخها في قطاع التكنولوجيا و الاتصالات استطاعت من خلالها تدعيم الموازنة العامة للدول بل و تخطت ذلك بتصدير الخدمات التكنولوجية للعالم الخارجي و من اكبر الأمثلة و أوضحها معرض مثل جيتكس الذي صنف ضمن اكبر 3 معارض عالمية وفى مصر دخلت المنافسة مع العديد من الدول الأخرى في تصدير الخدمات المتعلقة بالتكنولوجيا و استطاعت أن تنافس في قطاع مثل( الكول سنتر ) و أصبحت تقدم خدماتها للشركات العالمية على مستوى العالم من داخل مصر إلى جانب نجاح تجارب كثيرة مثل القرية الذكية – مدينة دبي للإعلام و مدينة دبي للانترنت و واحة السليكون و إقامة مصنع لواحدة من اكبر الشركات العالمية المصنعة للحاسبات الآلية في السعودية . من كل ما تقدم يستطيع الجميع أن يعي ما حققه قطاع الاتصالات في الدول العربية و ما كان متوقع منة أن يحقق و ينتشر أكثر خلال المحلة القادمة حتى يستمر في جني ثمار ما أودع بة من استثمارات تكلفتها ميزانيات تلك الدول العربية و منها القادر على الصرف و لدية ميزانية متخمة بالأموال مثل دول الخليج و منها من يستقطع من قطاعات خدمية أخرى حتى يستطيع أن يساير بلدان العالم و يحقق الانفتاح عليه كل ما تقدم نستطيع من خلاله الحكم على قاطرة تلك الدول أنها كانت تنطلق بسرعة الريح في طريق التقدم و التطوير ليس فقط لخدمة الأجيال الحالية و لكن من اجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة و ربما فتحت لأبناء تلك الدول طاقة من الأمل بان بلادهم قد تتخطى ما هي فيه من تصنيف كدول عالم ثالث و قد يصيبها الدور و ترتقي و ربما تدخل في المستقبل في مصاف الدول العظمى أو يمكنها الانتقال إلى دول منتجة للتكنولوجيا بعد أن استمرت عشرات السنيين مستخدمة فقط . في ظل هذه النشوة و التباهي من رؤساء تلك الدول و القائمين على قطاع الاتصالات فيها تخرج علينا دولة مثلا الإمارات و هي من أكثر الدول العربية انفتاحا و توجد على أرضها فروع ومكاتب و مصانع لأكبر الشركات العالمية المصنعة في مجال الاتصالات و التكنولوجيا و توقف خدمة البلاك برى ليه لأنة خطر على الأمن القومي و تتبعها في ذلك السعودية ثم الأردن و ربما قبل نشر هذه المقالة و كالعادة ستنتقل العدوى بين باقي الدول العربية و منها مصر تطالب بإلغاء البلاك بيرى أيضا لنفس السبب . اى امن قومي هذا الذي توقفوا من أجلة خدمة مطبقة في دولة مثل أمريكا متباعدة الأطراف و يصعب السيطرة عليها و التي تعد من أكثر الدول المستهدفة امنيا في العالم إذن في الموضوع ليس امن قومي هو امن كرسي حكم فقد رأت حكام تلك الدول أن الحفاظ على استقرار حكمها أكثر أهمية لديها من التكنولوجيا و الكلام الفارغ وربما دخلت تلك الدول في تطبيق التكنولوجيا من باب الوجاهة الاجتماعية ولما أحست بخطرة كانت أول من طالب بايقافة و أن كانت هذه هي البداية فعلينا جميعا الاستعداد لمزيد من الحرص و مزيد من الإلغاءات المستقبلية لتطبيقات أو أنظمة اتصالات أيضا تحت بند الأمن القومي و هنا يستحضرنا صوت واحد فقط تستخدمه بعض السيارات عندما تحتاج للرجوع إلى الخلف و لكن هذه المرة تستخدمه الدول العربية التي اختارت هذه الرسالة خلال المرحلة القادمة ( احترس ... الدول العربية ترجع إلى الخلف ) .