تمكن علماء امريكيون من تحقيق ثورة علمية حقيقية في مجال فهم العلم الحديث لطريقة عمل الدماغ وكيفية اداءه لوظائفه.
فلقد نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية مؤخراً نتائج ابحاث حديثة قام بها علماء من فريق الباحثة الامريكية باربارا ستوتش، اشارت الى ان قدرات العقل تزداد مع التقدم في العمر.
كما اكدت هذه الابحاث ان ذروة النشاط الذهني للعقل تتحقق فيما بين سن ال 50 وال 70، وذلك خلافاً للنظرية السائدة والتي تقول ان 30% من خلايا الدماغ "النيرون" تموت بازدياد سنوات العمر، ما يؤدي الى تقلص النشاط الذهني لدى الانسان.
فقد برهنت التجارب على ان "النيرون" لا تموت مع مرور الوقت، وإن انعدم التفاعل فيما بينها، وذلك في حال لم يعمل الشخص بنفسه على تفعيلها.
لكن الاستنتاج الاهم الذي تمكن العلماء من التوصل اليه هو انه كلما ازداد عدد سنوات عمر الانسان ازداد تدريجياً في دماغه معدل مادة خاصة تعرف باسم "مييلينا"، التي تسهم بتوصيل الاشارات بين خلايا الدماغ بشكل اسرع، ما يضاعف من قدرات الدماغ الذهنية ل 3000% مقارنة مع المعدلات في الحالات الطبيعية، وتبدأ مادة ال "مييلينا" ببلوغ قمة نشاطها من سن ال 60.
الى ذلك توصل العلماء الى اكتشاف مذهل، وهو مقدرة الانسان المتقدم في السن القيام بمهام ذهنية صعبة من خلال استخدام جانبي دماغه في آن واحد، مع الاشارة الى ان ذلك ممكن بعد تخطي سن ال 50، اذ انه قبل هذا السن ثمة عملية "توزيع مهام" واضحة بين جانبي الدماغ.
ومع التقدم بالسن يصبح الدماغ اكثر "عمقاً" واقل تشتتاً بسبب جرعة العواطف الزائدة التي يتلقاها.
وحول هذاالامر قال ديليب جيست، بروفيسور في جامعة كاليفورنيا، ان "عقل الانسان الذي عاش عشرات السنين يصبح اقل انفعالاً واكثر رزانة"، مشيراً الى ان ذلك ما يسمى بالحكمة.
اما فيما يتعلق بظاهرة النسيان، التي ترتبط عادة بكبار السن، فيرد العلماء ذلك الى الكم الكبير من المعلومات المتراكمة في ذاكرة الانسان المتقدم بالسن، ما يؤدي الى صعوبة استخراج المعلومة اللازمة عند الضرورة، لتزاحمها مع معلومات اخرى، وهو ما لا يحدث مع الشاب الذي لا يزال مستوى المعرفة لديه اقل مما هو عليه لدى كبار السن.