أبلغ محمود عباس "أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية، لجنة المتابعة العربية بموقفه من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، حيث أكد أنه إذا لم يكن هناك رؤية جادة فيما يتعلق بحدود67، وفيما يتعلق بوقف الاستيطان، فإنه لن يستطيع الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، مؤكدًا أن هذا هو الموقف الذي خولت به من قبل القيادة الفلسطينية. وعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بعد ظهر اليوم، اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، بمشاركة 9 وزراء خارجية، وبحضور "أبو مازن"، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، وبرئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري دولة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وبحضور وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة معالي يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، ووزير الخارجية التونسي كمال مرجان، ووزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، بالإضافة إلى مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري، وحضر من البحرين السفير حمد أحمد عبد العزيز العامل وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية. فيما كانت أبرز الغيابات لكل من وزراء خارجية كل من السعودية ولبنان وسوريا، وعزت مصادر عربية ذلك إلى الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى كل من سوريا ولبنان، في تلك الآونة، فيما مثل السعودية الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود وكيل وزارة الخارجية، ومن لبنان السفير خالد زيادة المندوب الدائم، وسوريا السفير يوسف أحمد المندوب الدائم، واليمن السفير الدكتور عبد الملك منصور المندوب الدائم، ومثل السودان الطيب أبو القاسم نائب السفير. وقال أبو مازن في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية عشية لقائه لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، لقد حصلنا على التفويض من لجنة المتابعة العربية بالذهاب إلى ما يسمى بالمفاوضات غير المباشرة والتي تسمى (بالتقريبية) لمدة 4 أشهر، وكنا نناقش قضيتين فقط وهما الحدود والأمن، وطلبنا من الولاياتالمتحدة تقديم بعض الأسئلة إلى الجانب الإسرائيلي هل يقبلون بحدود 67، وهل يقبلون بوقف الإستيطان بشكل كامل، لكن حتى الآن لم نحصل على إجابة إطلاقًا. أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" أن القضية الفلسطينية تمر الآن بمرحلة صعبة ودقيقة جدًا، معربًا عن أمله في أن يتم التوصل إلى حل عادل لهذه القضية يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وحل مشكلة اللاجئين . وقال إن الأميركان قالو لي نحن متمسكون بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 67 ونعتبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مصلحة حيوية لأميركا، وأن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أرسل لي وزيرة خارجيته في ذلك الوقت كونداليزا رايس، وقالت لي وللإسرائيليين نحن نفهم أن الأراضي الفلسطينية المحتلة هي غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية ومنطقة البحر الميت. وأضاف إننا ذهبنا بعد ذلك إلى مفاوضات مباشرة بعد مؤتمر أنابوليس وأمضينا ثمانية أشهر في المفاوضات مع أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، وطرحنا في ذلك الوقت كل قضايا الحل النهائي، والتي هي ست قضايا ( القدس والمستوطنات والحدود والأمن واللاجئون والمياه ) . وأشار إلى أنه اتفق مع أولمرت على حدود الدولة وهي حدود 67 ، وكدنا ان نصل الى حل ووافقت على التبادلية في حدود (واحد وتسعة من عشرة) بالقيمة والمثل، وطرح هو ستة ونصف في المائة ورفضت ولم نتفق .. وموضوع القدس قلت له الشرقية لنا والغربية لكم .. وموضوع اللاجئين قلت له إنها من القضايا الخطيرة جدًا، وهناك حل لهذه القضية موجود بالمبادرة العربية للسلام، والمبادرة جزء لا يتجزأ من خارطة الطريق، وتقول حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين حسب القرار 194. وأوضح أنه مع الأسف الشديد لم نتمكن من استكمال هذه المفاوضات لسبب أن أولمرت خرج من السلطة، وبالتالي توقفت هذه المفاوضات، ومنذ أن جاء بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي إلى السلطة ونحن لم نجر أي مفاوضات معه. وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن الإدارة الأميركية طرحت أطروحات لم نتمكن من تحقيقها، ومن أهم ما طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما هنا بالقاهرة هو وقف كامل للاستيطان ولم يستطع الرئيس الأميركي أن يضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، ونحن ننظر إليه ونعتبره انه غير شرعي على أرضنا الفلسطينية. وأضاف إذا لم يكن هناك رؤية جادة فيما يتعلق بحدود67 وفيما يتعلق بوقف الاستيطان فلا أستطيع الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، وهذا هو الموقف الذي خولت به من قبل القيادة الفلسطينية، وهذا ما سأبلغه للدول العربية. وأوضح عباس أن جميع دول العالم تحدثت معنا بخصوص الدخول بالمفاوضات المباشرة، وهم يعلمون أن للمفاوضات شروط، وموقفنا السياسي لا غبار عليه بمعنى اننا نسير بالطريق الصحيح، ونسير حسب الشرعية الدولية، ولا يستطيع احد ان يوجه لنا نقدًا بشيء. وقال ان هناك أمرًا هامًا يجب ان تعلموه، وهو إننا أول مرة نجري لقاء مع اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، وهو حلقة الوصل، بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية, والذهاب لها له مخاطر لأنهم متطرفون، ومواقفهم جميعكم يعرفها وقد نصحني أشخاص من الإدارة الأميركية بألا أقابلهم وقالو لي ( لا تدخل بيت الضبع) وحتى في زيارتي الأخيرة إلى أميركا بتاريخ 9 يونيو الماضي، وأنا خارج من مكتب أوباما، قالوا لي ..هل مازلت مصممًا للذهاب إليهم ( اللوبي اليهودي) قلت لهم أنا مصمم فقالو لي أعانك الله . وقال لقد ذهبت إلى الجمعية التي دعينا إليها، من قبل شخص مشهور يدعى "داني إبره"، وكان في استقبالي 53 شخصية، وأمضيت معهم ساعتين كاملتين سألوني هل هذا الحوار للنشر فقلت لهم (نعم للنشر ) وتستطيعون أن تسألوا عن أي شيء، وسئلت 27 سؤالا أولها كان ما رأيك بالدولة اليهودية؟ ..وقلت أنت لماذا تسألني عن دولتك، أنت تستطيع أن تسمي دولتك ما تريد... لكن انا لن اقبل ان اسميها.. انتم تستطيعون أن تسمون أنفسكم الإمبراطورية العبرية الصهيونية الكبرى، وأسئلة عن القدس وأخرى عن الدولة الفلسطينية، وكانت ردة الفعل التي أبلغت بها بعد ذلك إننا سنبلغ الرئيس أوباما بأن هناك شريكًا فلسطينيًا، فهل هناك شريك إسرائيلي، وسنبلغ نتنياهو بأنه أمام ثلاثة أمور إما تغيير الحكومة أو الاعتراف بحل الدولتين أو الذهاب للاستفتاء. وقال الرئيس الفلسطيني إنه بعد ذلك أجرى مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، والتقى بعدد من الصحفيين الإسرائيليين، في حوارات مختلفة، وبعدها تلقى من الرئيس الأميركي أوباما برقية هنئني فيها على المقابلة وما تحدثت به للصحفيين الإسرائيليين، وبعد ذلك تحديت نتنياهو أن يجرى مقابلة مع التليفزيون الفلسطيني لكنه رفض، بمعنى نحن نحاول كسر الحواجز التي يضعها اليمين المتطرف، لنصل إلى الإنسان الإسرائيلي العادي، لعل وعسى أن نحقق ما نريد. وحول إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة قال أبو مازن عندما تصلني الضمانات المطلوبة كتابيًا وهي ( قبول حدود 67 ووقف الاستيطان) بطريقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أو غير مباشرة عن طريق الرئيس حسني مبارك أو الملك عبد الله الثاني أو الإدارة الأميركية سأذهب فورًا للمفاوضات المباشرة، وأنا على استعداد للقبول بوجود طرف ثالث للمراقبة بعد الحل مثل قوات الناتو، ولن أقبل بأن يكون ضمن جنود الناتو يهود ولن أقبل بأن يعيش بيننا في الأراضي الفلسطينية إسرائيلي واحد. وردًا على سؤال عما إذا كان يتعرض لضغوط للدخول في المفاوضات المباشرة قال الرئيس أبو مازن إنني أتعرض لضغوط لم أتعرض لها في كل حياتي السياسية من الإدارة الأميركية والأوربيين والأمين العام للأمم المتحدة كلهم يقولون يجب الدخول في المفاوضات المباشرة واغتنام هذه الفرصة والوقت يمر وكله كلام جميل لكنني أبلغت الجميع إننا لن ندخل في المفاوضات المباشرة دون ضمانات مكتوبة . وحول ما تردد بأن الجانب الفلسطيني سيعلن إقامة الدولة الفلسطينية من جانب واحد إذا فشلت المفاوضات نفى الرئيس الفلسطيني بشدة هذه الأنباء، وقال نحن لم نقل يومًا من الأيام إننا سنعلن الدولة الفلسطينية من جانب واحد، لكن قلنا إذا فشلت الجهود سنذهب إلى الجامعة العربية، ونحن منذ عامين نعمل مع لجنة المتابعة العربية . وألمح إلى أن السلطة الفلسطينية قد تنهار إذا لم يحدث أي تقدم في مسار السلام وإذا واصلت الدول العربية عدم الالتزام بدعم السلطة ماديًا للوفاء بالتزاماتها، وبالتالي يمكن أن تنهار وتعم الفوضى في الأراضي الفلسطينية. وبشأن الدعم العربي للقضية الفلسطينية قال الرئيس محمود عباس: الدول العربية لقد قررت دعم السلطة الفلسطينية بمبلغ 550 مليون دولار في العام، ولكن للأسف الشديد لا يصلنا إلا 120 مليون دولار في العام بنسبة 10 إلى 15 في المائة في الوقت الذي تدفع فيه الولاياتالمتحدة 450 مليون دولار سنويًا وأوروبا أكثر من هذا المبلغ وبانتظام. وقال إن القمة العربية الأخيرة في "سرت" قررت دعم صندوق القدس بمبلغ 500 مليون دولار، وعندما طلبت من الجامعة العربية 10 ملايين دولار لدعم مستشفى المقاصد بالقدس وتوسعة المستشفى لزيادة سعته من 150 سريرا إلى 250 سريرًا عن طريق شراء فندق من مواطن فلسطيني بجانب المستشفى أبلعتنا الجامعة العربية بأنها لم تتلقى فلسًا واحدًا من الدول العربية لدعم هذا الصندوق . وتساءل كيف أستطيع أن أدعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي يتبرع يهودي روسي واحد بحوالي واحد ونصف مليار دولار لتوسعة مستوطنة باب العمود في القدس.. وقال هل ندعم صمود الشعب الفلسطيني بالكلام؟! .وحول ملف المصالحة الفلسطينية قال: إذا وقعت حماس على الوثيقة المصرية سنذهب فورًا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، والذي ينجح بالانتخابات مبروك عليه البلد، ولكن للأسف الوثيقة لم توقع من حماس، وهناك أفكار إذا وقعت حماس لتشكيل حكومة تكنوقراط، لكي تأتي بالأموال التي قررت بشرم الشيخ لإعمار غزة . ولكن للأسف التوقيع مرفوض من قبل حماس على الوثيقة، والمهم ان الوثيقة عرضت على حماس قبل أن توقع عليها فتح ووافقوا على محتواها وعندما وقعنا على الوثيقة رفضوها بحجة تعديل بعض البنود فيها . وقال أبو مازن إن عزام الأحمد رئيس وفد فتح للمصالحة التقى بقادة حماس في لبنان ودمشق وليس محرمًا على أن يلتقي بهم أي فتحاوى في أي مكان وطلبت منه الذهاب الى غزة برفقة شخصان، فرفضوا وقالو لا تأتو، وهم لا يريدون المصالحة، لأن إيران هي التي تمنعهم من ذلك. وأضاف الرئيس عباس إنني التقيت بهم في عمان وعرضوا على مشروع ووافقت عليه فورًا، وإذا رأيت أن زيارتي إلى قطاع غزة ستسهم بشكل إيجابي في تحريك المصالحة سأذهب وسأزور غزة فورا، لكن حتى الآن لا أعلم إذا كانت هذه الزيارة ستسهل الأمور أم ستعقدها . وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك حل بدون عودة غزة للضفة الغربية، وأن تكون ارضًا واحدة وموحدة، فالانقسام حجة قوية لإسرائيل، وبدون غزة لايمكن إقامة دولة فلسطينية، وغزة عزيزة علينا ونحن نصرف عليها 58% من ميزانيتنا ولم ننقطع عن إمداد غزة بالمستلزمات الأساسية ولا يمكن ان نتخلى عنها. وقال إذا لم تحدث الوحدة الفلسطينية ووصلت مع الإسرائيليين إلى حل كامل لن أوقعه وغزة بعيدة فهناك فرق بين المفاوضات والتوصل إلى حل وليس بيننا وبين حماس أي خلاف على من يقود المفاوضات فهي تعلم أن المفاوضات تقودها منظمة التحرير الفلسطينية وإذا توصلنا الى حل وحققنا المصالحة الفلسطينية فسأقوم بعرض الإتفاق على إستفتاء عام على الشعب . وطلب أبو مازن من رؤساء التحرير والصحفيين المصريين والعرب والمسلمين وكل الشعوب العربية والإسلامية الذهاب الى الأراضي الفلسطينية والقدس لدعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني ورؤيته على الطبيعة وقال: ارجوكم زورونا، تعالو لكي تروا بأعينكم على الطبيعة لأن ما يسمع ليس كمن يرى ومن يقول أن الذهاب إلى القدس حرام لا يفهم في الدين فالقرآن والسنة يطالبان المسلمين بالذهاب إلى القدس. وقال ان رسول الله صلى الله علية وسلم قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ومن لم يستطع الذهاب إلى المسجد الأقصى فيرسل له الزيت ونحن نريد من العالم العربي والاسلامي دعم صمودنا بالأفعال لا بالأقوال .