أصدر علي خامنئي قائد الثورة الإسلامية بياناً اتهم فيه أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية بالتورط في تفجيرات زاهدان الإرهابية التي وقعت مؤخراً .. مؤكداً أن هدف الأعداء من تلك التفجيرات هو إثارة الفرقة بين أبناء الشعب الإيراني ، لكن الجمهورية الإسلامية أكبر من أن تنخدع بمثل هذه السذاجة التي يفعلها الأعداء . وهذا نص البيان كما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية " إرنا " : "بسم الله الرحمن الرحيم .. مضى أسبوع على جريمة استشهاد عدد من المواطنين المؤمنين الأبرار في مدينة زاهدان من قبل المجرمين والإرهابيين الخبثاء. إن الأيدي الآثمة والمجرمة للمنحرفين المتعصبين الوهابيين وبدعم وتحفيز من أجهزة الاستخبارات الأجنبية ثکلت في هذه الجريمة الدموية عوائل وقلوبا استنارت باشراقة محبة أهل بيت النبوة عليه وعليهم السلام وتنزهت بنور المعرفة والتوحيد. إن المتعصبين الأعمياء والجهلة والقتلة باعوا أنفسهم الضالة والمظلمة الى القوى الفاسدة التي أثبتت عداءها للإسلام والمسلمين کرارا ومرارا، وکشفت عن عنادها وحقدها للمسلمين متى واين ما استطاعت ونالت منهم. ان عداء هؤلاء للجمهورية الإسلامية هو بسبب راية الإسلام الخفاقة في هذا البلد ودعوتها المستمرة للوحدة بين المسلمين وتحقيق الاقتدار والعزة الإسلامية. ان الجمهورية الإسلامية التي کانت على مر عشرات السنين اکبر داعم للمسلمين المظلومين في غزة وفلسطين وافغانستان وکشمير وسائر المناطق الاسلامية واکثرها وثوقا، تتعرض اليوم الى سهام هذه المؤامرة الخبيثة التي خططت لها اجهزة الاستخبارات الامريکية والصهيونية والبريطانية، لکي تدخل حسب اوهامهم الباطلة في فتنة مذهبية ونزاع بين الشيعة والسنة، متغافلين عن ان اهل السنة في ايران الاسلامية وکسائر اخوتهم من الشيعة اثبتوا مرارا ولاءهم لهذا النظام الاسلامي المقدس ودافعوا عن الجمهورية الاسلامية وحياض الوطن امام الاستکبار ومرتزقته بايمان وفتوة. أن ظهور الإرهاب الهمجي والاعمى وتناميه في المنطقة هو وليد السياسة الخبيثة لامريکا وبريطانيا وعملائهم الحکوميين وغير الحکوميين، والواجب يستدعي من جميع المسلمين التصدي ومحاربة هذا الوليد المشؤوم والنحس الذي يعتبر مصداقا بارزا للافساد في الأرض ومحاربة الله. وفي هذا الإطار تقع مسؤولية اکبر جسامة على عاتق جميع فرق أهل السنة في إيران وسائر دول الجوار التي تستهدف هذه السياسة الخبيثة کرامتها الاسلامية لاسيما علماء الدين والمفكرين والجامعيين. وعلى جميع النخبة من الشيعة والسنة في جميع الدول الاسلامية والعربية تنوير الرأي العام بشان أهداف العدو القذرة والذي يسعى الى توسيع رقعة الإرهاب الطائفي، وتحذيرهم من خطر الفتنة المذهبية الذي يعقد عليها أعداء الإسلام أملا كبيرا. ان الجمهورية الاسلامية سوف تحبط بإذن الله تعالى مؤامرة الاستكبار العالمي الرامية لبث الفرقة بين الإخوة المسلمين تحت اسم الوهابية وأمثالها. وعلى الأجهزة الحكومية المعنية في السلطات الثلاث ووفقا لواجباتها التصدي بحزم وقوة وجدية لأعداء امن البلاد ووحدته ومعاقبة مثيري الفتن. وعلى الجماهير المؤمنة والمخلصة الحفاظ على هدوئها وبصيرتها وتجنب القيام بأي تحرك غير مدروس، ومساعدة مسئولي البلاد في أداء واجباتهم. إني إذ احيي مرة أخرى أرواح ضحايا هذه الجريمة الدامية والتي التحقت بالرفيق الأعلى تزامنا مع ذكرى ميلاد سيد الشهداء عليه آلاف التحية والسلام في زاهدان وأعرب عن مواساتي مع عوائل الشهداء الکرام، اسأل الباري تعالي ان يمن على ذويهم بالصبر والسلوان وعلى الجرحى بالشفاء العاجل .. والسلام على عباد الله الصالحين ورحمه الله وبركاته".