كشف دبلوماسيون عرب أمس عن أن هناك بوادر أزمة سياسية متصاعدة بين السودان ومصر على خلفيات تتعلق بمستقبل الجنوب السوداني، وتطورات الأوضاع في إقليم دارفور، والخلاف بين البلدين على منطقة حلايب الحدودية . وكان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري قد صرح أن الحدود الجنوبية لبلاده معروفة وهي خط عرض 22 جاء ذلك ردا علي سؤال بشان التصريحات الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير، الذي قال أن منطقة حلايب سودانية. وأضاف " اطلعت على تصريحات الرئيس السوداني وما أود قوله هو أن الحدود الجنوبية لمصر معروفة وهي خط عرض 22 ولا أجد داعيا للخوض في الخلفيات التاريخية". وكان البشير صرح يوم الأربعاء الموافق 30 يونيو بأن "حلايب" سودانية وستظل سودانية . ونقل التليفزيون المصري عن أبو الغيط القول أيضا :" إن هناك اتفاقا بين الرئيسين مبارك والبشير على أن تكون المنطقة كلها شمال الخط وجنوبه منطقة تكامل وتنمية ولا أريد أن أزيد الآن في هذا الموضوع" . وقال دبلوماسيون عرب، أن فتوراً يسود العلاقات المصرية السودانية على ضوء تصريحات ومواقف عبّرت عنها العاصمتان مؤخراً بشأن العلاقات بينهما، وخاصة في الملفات الثلاثة الحساسة المتوقع أن تهيمن على العلاقات خلال الفترة المقبلة . وقال الدبلوماسيون ل “يونايتد بريس إنترناشونال” “إنه من المتوقع أن تزداد حدة التوتر بين البلدين على ضوء تطورات الأوضاع في السودان والمخاوف من انعكاساتها الإقليمية” . وقال دبلوماسي متابع للملف السوداني المصري “هذه التجاذبات تعكس مدى الشعور بالقلق الذي ينتاب الجانبين بشأن المستقبل في ضوء احتمالات مؤكدة لانفصال الجنوب وعدم استقرار الوضع في الشمال لفترة طويلة لاحقة” . وأضاف “إنها مواقف تحذيرية من كل جانب بعدم محاولة اللعب في ميدانه أو تصدير الأزمات إليه” . وأشار دبلوماسي آخر إلى بوادر إمكانية دخول ملفات أخرى شائكة على العلاقات بين الطرفيين مثل العلاقات الإفريقية ومياه النيل والوضع في غزة ، وقال “السودانيون يقيمون علاقات جيدة مع حماس في غزة وربما ينظرون إليها كورقة للتأثير في مصر” .