افادت صحيفة "ريتش بوسبوليتوي" البولندية نقلاً عن ادموند كليخ، رئيس اللجنة البولندية للتحقيق بكوارث الملاحة الجوية،الذي يمثل بولندا في لجنة التحقيق في حوادث الطيران التي تضم دولا من الاتحاد السوفياتي السابق، ان سقوط الطائرة التي كانت تقل الرئيس البولندي وعقيلته ووفدا رفيع المستوى، في طريقهم الى روسيا يوم 10 ابريل/نيسان لاحياء ذكرى ضحايا مأساة كاطين، ما ادى الى مقتل 96 شخصأً من كبار المسؤولين البولنديين، بمن فيهم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي، كان نتيجة خطأ ارتكبه طاقم الطائرة من طراز "تو – 154". وتقول الانباء ان ادموند كليخ اطّلع على تسجيلات "الصندوقين الاسودين" وعلى ما دار في كابينة الطائرة، وقال ان "الطاقم لم يأخذ على محمل الجد الارشادات التي تم رصدها اوتوماتيكياً واقدم على مغامرة، لماذا ؟ لانه تم تدريبهم على ذلك". واضاف انه بالرغم من الضباب الكثيف الا ان طاقم طائرة الرئيس البولندي كاتشينسكي قرر الاقدام على خطوة في غاية الخطورة والقيام بهبوط غير مسبوق. واوضح الخبير البولندي : علماً ان مدرج المطار القريب من سمولينسك غير مزود باجهزة ارشاد الطائرات من طراز "اي ال سي"، ما يعني انه كان ينبغي على طاقم الطائرة رفض الهبوط عند وصولهم لارتفاع 100 متر بسبب انعدام رؤية المدرج، لكن التسجيلات تشير بوضوح الى اوامر اعطيت بغية الهبوط، ومن ثم بدأ هبوط الطائرة الى 90 مترا ثم 80 متراً .. الى ان وقع الحادث. وقال "ارتطمت الطائرة بالارض قريباً من المدرج، وعلى الارجح ان الطاقم استمر في المناورة على الرغم من انهم لم يتمكنوا من رؤية الارض على ارتفاع 100 متر". وشدد ادموند كليخ على ان مؤشرات اجهزة الطائرة لم تخدع الطاقم، ما يدحض معلومات غير مسؤولة اشارت الى ان افراد الطاقم لم يعلموا على اي ارتفاع كانوا في حينه، كما اشار الى ان الطاقم لم يتفاعل مع تحذيرات جهاز الانذار بأن "الارض امامك". ونوّه بان الاستخفاف بقواعد الامن اثناء التحليق هذا ليس فردياً، مؤكداً ان الامر منتشر بشكل كبير بين الطيارين العسكريين. الى ذلك اتفق عدد كبير من المختصين البولنديين مع وجهة نظر ادموند كليخ، منهم توماش خيبكي الذي ادلى بتصريح لصحيفة "ريتش بوسبوليتوي" قال فيه ان طاقم الطائرة الرئاسية اقدم على الخطأ ذاته الذي ارتكبه طيارون قبلهم، ما ادى الى وقوع كوارث في بولندا، منوهاً بان المشكلة الاكبر تكمن في ان احداً لم يقم بعمل اي استنتاجات عقب هذه الكوارث. هذا وما يزال التحقيق في ملابسات الحادث جارياً، ويعتبر احتمال خطأ طاقم الطائرة غامضاً وشائكاً. من جانبه تعهد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بانه حالما يتم الانتهاء من التحقيقات في هذا الحادث، سوف يتم نشر نتائجها وكل ما يتعلق بها من وثائق على الملأ.