أعلنت روسيا أن تحطم طائرة الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي ونحو 100 من مرافقيه نجم عن خطأ قائد الطائرة البولندي. وقال محققون روس إن طاقم قيادة الطائرة لم يلتقط التحذيرات لسوء الأحوال الجوية خوفاً من إثارة استياء الرئيس. وأضافوا أن وجود قائد السلاح الجوي البولندي في كابينة الطائرة دفع الطاقم للمجازفة بشكل غير مبرر.
وصرحت تاتانيا أندودينا رئيسة لجنة الملاحة الجوية الدولية فى موسكو بأن الطائرة تي يو 154 السوفييتية الصنع كانت في حالة جيدة لدى إقلاعها من العاصمة البولندية وارسو في طريقها إلى مطار سيفيرني بسمولينسك، ولم يصبها عطل في محركها أو في جهاز ملاحتها. أشارت إلى أنه قبل ارتطام الطائرة بالأرض لم يكن هناك حريق أو انفجار، ولم يلحق بها أي دمار، واستنتجت أن الكارثة نتجت بشكل مباشر من تجاهل الطاقم لإنذارات لرداءة الأحوال الجوية وطلب هبوطهم في مطار آخر. وقالت إنه كان يتم أثناء الرحلة إبلاغ الطاقم بسوء الأحوال الجوية في مطار الهبوط، ورغم ذلك لم يتخذ الطاقم قرارا بالتحول إلى مطار بديل، ربما اعتبر ذلك بداية لوضع متأزم على متن الطائرة، حيث خشوا صدور رد فعلي سلبي من الرئيس إذا فعلوا ذلك. أضلفت أنودينا إن الجنرال أنديه بلاسيتش قائد سلاح الجو أضاف إلى هذه الضغوط بدخوله كابينة الطائرة، ووفقا للتحليلات الباثولوجية فقد وجدت نسبة من الكحول في عينة من الدم أخذت من جثة الجنرال بلاسيتش تبلغ 0.6% أي أعلى بقليل من الحد الأقصى المسموح به في معظم دول الاتحاد الأوروبي. كان رئيس الوزراء البولندي قد وصف مسودة التقرير الشهر الماضي بأنها غير مقبولة قائلا إن بعض الاستنتاجات لا أساس لها. وبدون الكشف عن تفاصيل قال إن التقرير لا يتفق تماما وميثاق شيكاغو الذي ينظم الملاحة الجوية الدولية. غير أن ألكسي موروزوف المسئول في لجنة الملاحة الروسية قال إنهم قد عدلوا التقرير استجابة لانتقادات المحققين البولنديين.وأضاف أن هذه التعديلات مرفقة في ملحق بالتقرير. وفي هذا السياق قال جاروسلاو كاتشينسكي رئيس الوزراء البولندي الأسبق وتوأم الرئيس الذي توفي في الحادث إن لديه شكوكاً بأن تكون الجثة التي دفنت في الكاتدرائية البولندية لشقيقه، حين رأيت الجثة التي نقلت إلى بولندا في تابوت، شعرت أن ذلك الرجل لا يشبه شقيقي. وكان الرئيس كاتشينسكي و95 آخرون من بينهم أفراد من النخبة السياسية والعسكرية قد قضوا نحبهم لدى سقوط طائرتهم وسط ضباب كثيف بالقرب من مدينة سمولينسك غربي روسيا. ولم ينج من الحادث أحد، وكان الجميع في طريقهم لإحياء ذكرى البولنديين الذين قتلوا في مجزرة كاتين أثناء الحرب العالمية الثانية بيد البوليس السري السوفييتي إبان حكم ستالين.