مسؤولين اميركيين اشاروا الى ان ادارة اوباما تستعد للانضمام الى مجموعة استشارية دولية كانت الولاياتالمتحدة قد تجنبتها بشكل عام بسبب مخاوف من انها تتبنى مواقف مناهضة لاسرائيل ومناهضة للغرب. وصرح المسئولون " بأن الادارة تعتزم الاعلان في وقت مبكر من هذا الاسبوع انها ستبدأ علاقة رسمية مع "تحالف الحضارات". وتهدف المجموعة، التي مضى على تاسيسها خمس سنوات والمدعومة من الاممالمتحدة، الى تخفيف التوتر بين المجتمعات والحضارات، خاصة بين الغرب والاسلام. واشترط المسؤولون عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة القرار علنا. وكانت ادارة بوش قد قاطعت المجموعة عند تاسيسها عام 2005 بسبب مخاوف من انها ستتحول الى منبر لانتقاد اسرائيل والولاياتالمتحدة. وتعززت هذه المخاوف بعد عام من ذلك عندما نشر التحالف تقريرا زعم مسؤولون في واشنطن انه يحمّل بصورة "غير عادلة" اسرائيل والولاياتالمتحدة المسؤولية عن الكثير من مشاكل العالم. ومنذ تولي الرئيس الاميركي باراك اوباما المنصب في العام الماضي، فان الولاياتالمتحدة فتحت الباب ببطء امام تعاملات غير رسمية مع التحالف، من بينها حضور بعض من اجتماعاته بصفة مراقب. نهج اكثر ايجابية وما يزال على الولاياتالمتحدة ان تنضم الى التحالف من خلال التحول الى عضو في "مجموعة اصدقائها"، وهي الدول والمنظمات الى قدمت اسماءها ودعمها لهدف التحالف المتمثل في مواجهة تصاعد التطرف الديني والاستقطاب الثقافية. وينبع القرار المتصل بالانضمام الى رغبة اوباما في توسيع مشاركة الولاياتالمتحدة في المجموعات الدولية وتحسين مكانتها بين المسلمين. وشملت خطوات اوباما السابقة حتى الآن مد يده الى ايران وسوريا، وخطابه من مصر العام الماضي الى مسلمي العالم، وقرار الولاياتالمتحدة الانضمام الى مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة. وشاركت الولاياتالمتحدة ايضا في اجتماعات تحضيرية لمؤتمر الاممالمتحدة حول العنصرية، والذي قاطعته الولاياتالمتحدة في النهاية بسبب موقفه المتوقع المعادي للسامية. ويذكر ان الولاياتالمتحدة كانت العضو الوحيد من مجموعة الدول العشرين الكبرى ذات الاقتصادات المتقدمة والصاعدة التي رفضت الانضمام الى مجموعة الاصدقاء، وهي تضم حاليا 118 دولة ومنظمة. ويشار الى ان الكثير من الدول في اوروبا واميركا اللاتينية والشرق الاوسط وافريقيا واسيا هي من بين الاعضاء، الى جانب كتل متعددة الجنسيات من بينها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. اما اسرائيل والولاياتالمتحدة فهي من الدول الممتنعة الواضحة. وقال مسؤولون في وقت سابق انه تم التعامل مع المخاوف بخصوص "عدم التوازن" في المجموعة – التي اسستها اسبانيا وتركيا- بعد ان عبرت الولاياتالمتحدة عن "قلقها العميق" ازاء التقرير الصادر عام 2006. وركز التقرير على الشرق الاوسط ووصف "تحركات اسرائيل الانتقامية غير المتناسبة في غزة ولبنان" بانها سبب رئيسي للتوتر الاسلامي- الغربي.
وقال المسؤولون ان الادارة تلقت تطمينات من الزعيم الحالي، الرئيس البرتغالي السابق جورج سامبايو، بأنها ستتبع نهجا "اكثر ايجابية" تجاه عملها. واضافوا انهم تشاوروا عن كثب مع اسرائيل حول قرار الانضمام الى التحالف. وقال دبلوماسيون انه لا نية لدى اسرائيل في الانضمام.