شهدت البورصة اليوم جلسة دامية تُضاف إلى قائمة أسوأ جلسات البورصة المصرية سواء خلال الأزمة العالمية أو قبلها حيث تراجع مؤشر الأسهم القيادية EGX30 أكثر من 400 نقطة دفعة واحدة قبل أن يُظهر تحسناً طفيفاً قبل نهاية الجلسة ليُغلق عند 6756 نقطة ومُحصلة هبوط 360 نقطة. بذلك يكون المؤشر قد كسر أكثر من أربعة دعوم بين القوية والمتوسطة يتأكد استقراره أسفلها خلال الجلسات القادمة ولا نتوقع أن يتعافى المؤشر بنفس سرعة هبوطه رغم التطمينات العالمية والتحسن المتوقع على أوروبا وأميركا مع بداية الأسبوع الجديد ... فهكذا عودتنا البورصة المصرية وهكذا ستستمر طالما فيها ما فيها من فساد وسوء إدارة وترك صغار المستثمرين فريسة لكبار اللصوص وتعمد الإضرار بهم يوماً بعد يوم دون أي احترام لنسبة تمثيلهم المُرتفعة في البورصة والتي تجاوزت ال70%. على مستوى EGX70 فمازال الوضع أسوأ بعد أن اخترق المؤشر دعمه عند 680 وانطلق نحو 650 ... ورغم أنه قد شهد بعض التحسن في نهاية الجلسة رفعه فوق 660 إلا أن وضع هذا المؤشر وبالتالي ما يُمثله من أسهم سىء ... فبالتأكيد لم تشهد أسهم هذا المؤشر ولا أسهم السوق العادية أية تحسن خلال الشهور الأخيرة والارتدادات العنترية الأخير حتى تتعمق أكثر في التصحيح والهبوط كما شهدنا اليوم. أخيراً نقول أن البورصة المصرية بوضعها الحالي أصبحت من أعلى أدوات الاستثمار من حيث نسبة المُخاطرة والفساد وهي الأكثر تدنياً من حيث مُعامل الأمان والثقة. فقد ابتدع القائمون على البورصة لعبة جديدة التزموا بها خلال العام الماضي والحالي ... وتتلخص القاعدة الرئيسية لهذه اللعبة في عدم البناء على ما تحقق بهدم أي ارتداد أو صعود وبدء فورة جديدة كل بضعة شهور بمنتهى القسوة والعنف. أما طريقة تنفيذ ذلك فهي سهلة ويسيرة ولهيئة البورصة دور كبير فيها عندما تعجز باقي أدوات المُضاربين واللصوص الكبار....فمع نهاية كل موجة للإرتداد والصعود يبدأ صانعوا السوق والمتحكمون فيه في الضغط على الأسهم وتخويف الأفراد وطرد المشتري ... فإن فشلوا في ذلك أو كان نجاحهم محدوداً تتدخل هيئة البورصة على الفور لتمد لهم يد المُساعدة بإصدار التصريحات التخويفية والتهديدات الغير مسؤلة .... وإن لم يتحقق ما خُطط له من انهيار يتم التصعيد من مرحلة التصريحات إلى مرحلة التنفيذ .. ويتم ذلك بطرد بعض الشركات وإيقاف البعض الآخر والتهديد بإيقاف البعض الآخر حتى لا تخلو محفظة لفرد إلى وقد أصاب أحد أسهمها أو أكثر الإيقاف أو التهديد أو الانهيار. وبعد استكمال الانهيار والوصول إلى المربع صفر مرة أخرى تبدأ فورة ولعبة جديدة للإرتفاع بالأسهم والمؤشر بعد أن جمعها المتحكمون في السوق ... وتتكرر هذه اللعبة مرات ومرات والأفراد يراقبون ويتحسرون ويموتون. فلا هم قد باعوا أسهمهم في قمة الارتداد .. حيث أنه في الغالب لا يُسمح لمُعظمهم ببيع أسهم بربح أو حتى السماح للأسهم بالوصول للأسعار التي دخل عليها مُعظم المستثمرين خلال العام الماضي ... وبالتأكيد لم يشتروا في الانهيار والهبوط نظراً لانهيار قيم محافظهم وتقطع سبل العيش بهم والانخفاض الحاد في ما يتوافر لهم من سيولة وحتى من تتوافر لديه السيولة فقد الثقة في البورصة بل وفي أي استثمار في هذه البلد فأخذ بتوصيات بعض المُحللين أو المهللين قبل بداية الأزمة العالمية ووضع ما يملكه في حضنه أو تحت البلاطة كما نصح أحد الخبراء. خلاصة القول أن المستثمر الفرد في البورصة أصبح مثل الفريسة التي تجمعت عليها الذئاب ونصيحتي للجميع أن يبدأ كل من وضع أمله في البورصة أن يُخفض من هذا الأمل ويبدأ في البحث عن بدائل أكثر أمناً أو على الأقل أقل فساداً.