مشاركون فى " واقع العالم الاسلامى " : الأمة الإسلامية لن تنهض الا بتحرير العقل أكد عدد من علماء الإسلام أن العالم الإسلامي لن يجتاز مرحلة التراجع الحضاري المعاصر الا اذا حرر العقل من جموده ، ومنحه الفرصة الكاملة للانطلاق في آفاق الكون والإبداع والبحث في كل أسباب التقدم ولن تفلح أية محاولات للإصلاح دون تفعيل آليات الاجتهاد والانفتاح علي العصر بكل منجزاته ، والمشاركة الجادة في مسيرة العالم المتقدم. جاء ذلك في ندوة " واقع الاسلام واسباب تراجعه " التي عقدت مؤخراً بمسجد النور بالعباسية والتي طالب المشاركون فيها المؤسسات الدينية والاعلامية في العالم الاسلامي بضرورة اعادة النظر في فهم جوهر الاسلام وحقائقه والارتقاء الي مستوي تعاليمه التي لا ترفض التطور ولا تقف عند حدود الشكليات واهمية تربية الاجيال الجديدة علي القيم الاسلامية الدافعة لتقدم المجتمعات. وفى كلمته أكد د. أحمد كمال أبو المجد المفكر الاسلامي أن الامة الاسلامية في أزمة بعد ان قفز العالم كله امامها وتقاعدت مكانها بالتقاعس عن العمل والانكماش رافضة لكل اشكال الابداع والتجديد واكتفت بالفرجة علي ما يحدث في العالم ، وحذر د. أبو المجد علي بعض المسلمين اصرارهم علي تحويل الدين الي مومياء محنطة بدلا من جعله طاقة تدفعهم للامام . ولفت د. أبو المجد إلي ان النقد الذاتي والوعي بعيوننا يجب ان يكون الخطوة الاولي لانطلاقه نحو اصلاح احوالنا فالمسلمون لا يقبلون النقد وليسوا حريصين علي الاستفادة من منجزات الاخرين رغم ان حضارتهم قامت علي الاستفادة من منجزات الاخرين رغم ان حضارتهم قامت علي الاستفادة مما سبقها وعلمت الاخرين واستفادت منها الحضارات التالية لها. ومن جانبه دعا د. محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف المسلمين إلي عدم الاستسلام للياس وفقدان الامل في النجاة من ازمتهم الحالية مؤكدا انه سياتي اليوم الي تعود للامة مكانتها وتؤدي دورها الفاعل مثلما بني المسلمون الاوائل حضارتهم في ظل الاسلام لتمسكهم بقيمه وتعاليمه الكفيلة باستعادة نهضتهم وشدد د. زقزوق علي ان ذلك لن يتحقق بالامنيات والدعوات بل بالعلم والعمل والاجتهاد واستعادة الثقة بالنف والعودة الي المنهج العلمي ، وعاب وزير الاوقاف علي البعض فهم السلفية علي انها التمسك بالقشور والجمود عند الشكليات والتشديد علي المسلمين في حين ان السلفية الصحيحة هي العودة الي فهم الاسلام من ينابيعه الاولي التي تعلي من قيمة العقل والاجتهاد والبحث عما فيه مصلحة المسلمين.