نقلت وسائل الاعلام العراقية يوم 1 ايار/مايو بان الجندي الأمريكي السابق في العراق إيثان مكورد قدم اعتذاره إلى الشعب العراقي وذلك عقب تسجيل أظهر قيام جنود أمريكيين بقتل 12 مدنيا عراقيا في العام 2007. وقال مكورد، وفقا للمصادر "لقد شاهدت مذبحة بكل ما للكلمة من معنى، رأيت بشرا مزقت أجسامهم بطلقات من عيار 30 مليمترا، لم أكن أعلم أنه مسموح باستخدام هذه الطلقات ضد الناس، المشهد لم يبدو واقعيا". واضاف "شخصيا أشعر بأنه من الخطأ مهاجمة الحافلة، كان بإمكانهم ردع هؤلاء الناس بإطلاق عيارات تحذيرية. هؤلاء الناس كانوا مدنيين يحاولون مساعدة شخص مصاب". وقد أخذ الجندي السابق مكورد على عاتقه الاعتذار للشعب العراقي لأن حكومته ترفض الاعتذار عن الحرب. وقال في رسالة موجهة للعراقيين "نكتب إليكم وإلى عائلاتكم وأهلكم مع إدراكنا بأن كلماتنا وأفعالنا لا يمكنها أبدا أن تعوضكم خسارتكم. إيثان مكورد انتشل ابنتكم وابنكم من الحافلة ورأى في وجهيهما وجوه أطفاله في الوطن". وقد تعرض الجندي مكورد للتوبيخ من قبل رؤسائه بعد قيامه بنقل طفل سائق الحافلة الذي قتل في الهجوم إلى إحدى المدرعات لإسعافه. وتابع مكورد "انطلاقا من خبرتنا وخبرة جنود آخرين نحن ندرك بأن الأفعال الموثقة في هذا الشريط تتكرر يوميا خلال هذه الحرب. قلوبنا المثقلة بالحزن ما زالت تتمسك بأمل أن نرسخ في بلدنا الاعتراف بإنسانيتكم التي علمونا أن ننكرها". واضاف "قد يكون طلب صداقتكم أمرا مبالغا فيه بسبب الألم الذي تعانونه ولكن رجاء أن تقبلوا اعتذارنا وأسفنا". كما وأكد مكورد بأن الحادثة ليست فريدة من نوعها إنما تقع يوميا لأن قواعد الاشتباك كانت تسمح للجنود الأميركيين بإطلاق النار حتى على المدنيين، حسب قوله. وأضاف أنه "إذا شعرنا بالتهديد في محيط مجموعة من المدنيين يحق لنا إطلاق النار، وإذا تعرضنا لانفجار عبوة ناسفة نطلق النار في كل الاتجاهات لنقتل كل شخص في الشارع، هذه هي قواعد الاشتباك التي أبلغنا بها". وكان الجندي مكورد ضمن الفرقة المكلفة بمتابعة الموقع الذي تعرض للقصف. وقد ناقض بروايته الرواية الرسمية ومن ضمنها تأكيد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن قوات بلاده لم ترتكب خطأ في الحادثة. وكان موقع ويكيليكس الإلكتروني الأمريكي قد بث شريطا مصورا في الخامس من أبريل/ نيسان يظهر مقتل 12 مدنيا عراقيا بنيران الجيش الأمريكي في العراق عام 2007 بينهم الصحفيان نمير نور الدين وسعيد شماغ اللذان كانا يعملان لوكالة رويترز للأنباء. وأظهر الشريط مقتل أولئك المدنيين بنيران مروحية أباتشي كانت توفر الدعم الجوي لقوات أمريكية أثناء قيامها بعملية عسكرية في حي بغداد الجديدة.