أكدت ندوة حول " نهر النيل " نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب فى إطار موسمها الثقافي أن الإعلام هو مصدر الخطر الحقيقي في معالجة مشكلة تقسيم مياه النيل بين دول المنبع ودول المصب وان الاتفاقيات المتبادلة ومشاريع التنمية المشتركة بين دول حوض النيل يمكن أن تحل المشكلة. وطالب المشاركون في الندوة بإدارة المشكلة بأسلوب علمي مع إعادة صياغة لسياسة دول حوض نهر النيل فى إطار المنفعة المتبادلة وان يعلو صوت العلماء في معالجة القضية على صوت الإعلام. وأكد العلماء على أهمية الاتجاه إلى المياه الجوفية كأحد الحلول مع استغلال الطاقة النووية في تحلية مياه البحر، جاء ذلك فى الندوة التي أقامتها هيئة الكتاب لمناقشة كتاب "عشاق النيل" وشارك فيها كل من حفنى مصطفى حفني مؤلف الكتاب، ود. احمد سعيد أستاذ الحضارة المصرية القديمة د. أبو اليسر فرح أستاذ التاريخ اليوناني، حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العلمية والجغرافية وخبير العلاقات العربية الإفريقية وأدارها د. فتحى أبو عيانة. وأكد د. فتحي أبو عيانة أننا في حاجة إلى سياسة جديدة لحل مشكلة تقسيم مياه النيل وان والعلم يستطيع أن يجد حلاً لهذه المشكلات ويجب أن يعلو صوت العلماء فى هذه القضية على صوت الإعلام ، كما نحتاج لإعادة صياغة لسياسة دول حوض نهر النيل فى إطار المنفعة المتبادلة ويجب إدارة المشكلة بأسلوب علمي. وقال حفنى مصطفى حفنى المؤلف : إن عرق الإنسان المصري مرتبط بالنيل وعندما عرف النيل صار يتصبب عرقا والنيل هو المعلم الأول للإنسان المصري فمنذ بواكير الحياة عرف الإنسان معنى النجاح وتعلم كيف يزرع وكيف يحصد وأصبح يصدر إلى العالم خير النيل الوفير فصفاء ماء النيل من صفاء دمائنا، ولا ندرى كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من تلويث لماء النيل ومن الذي يتحمل هذه المسئولية. وتابع حفنى : أنا أعتبر أن ماء النيل من الأموال العامة ولكننا ليس لدينا ثقافة نيلية، فلا ندرى أن النيل هو أساس الشعب المصري، وهناك تحديات تواجهنا الآن وبالأخص فى ظل الزيادة السكانية فيجب توعية الشعب المصري بالمحافظة على ماء النيل وأعتقد أن هذا دور وزارة التربية والتعليم وكل الهيئات التي تتعامل مع الكتاب كما يجب أن نتنبه لهذا الخطر ،واشارالى كتاب آخر من تأليفه عبارة عن حوار بين النيل وبين أهل مصر وتخيلت ما الحديث الذي يمكن أن يدور بينهما ،والنيل يعد بمثابة وزير الزراعة والقوى العاملة والكهربا فى مصر وكل مايريده حب المصريين فهل حدث ذلك ،ويجب أن ندرك أننا نعانى من الندرة المائية. أما كتاب عشاق النيل فيضم الكتابات التي تناولت نهر النيل من المنبع إلى المصب سواء كتب علمية أو جغرافية وكذلك قصص للأطفال عن نهر النيل تعد موسوعة علمية وكتب تشرح كيفية توعية الناس بمشكلة المياه بالإضافة إلى الكتب التي سطرها علماء النيل القدامى. وقال د. أبو اليسر فرح : النيل هو الحقيقة الأولى فى مصر وإذا تحدثنا عن اى علم من العلوم لابد أن نعود للنيل وقد ارتبطنا ارتباطا وثيقا بنهر النيل ونتغزل فيه ونعشقه وإذا أمعنا النظر فى أغانينا وأشعارنا نجد معظمها عن النيل ونجد كتابات أدبية عن نهر النيل مثل رادوبيس لنجيب محفوظ، ولابد أن نعترف أن هناك أشياء أخرى مرتبطة بنهر النيل كالمركزية الشديدة فى الحكم فقد ظلت فكرة الفرعون بداخل كل مصرى ونجد فى تاريخ مصر ان الحكومات باستمرار ترتبط بنظام الرى وكذلك الحاكم فمحمد على مثلا أنشأ القناطر الخيرية وجمال عبد الناصر أقام السد العالى ودائما فى سيرة الزعماء والحكام نسرد تاريخ النيل والرى ، ولذلك يربط الفلاح دائما بين توافر الخيرات له عن طريق الزراعة وبين سلامة الجالس على العرش فى مصر وهذا راجع للنيل الذى يعد المصدر الوحيد للرى فى مصر ، ويشير د. ابو اليسر إلى كتاب له تناول فيه نهر النيل من اول منابعه حتى المصب وانبهار جماعة الإغريق به حيث كانوا مندهشين بفكرة النيل ومن أين تأتى هذه المياه المستمرة . والمصريون لم يكن لديهم فكرة عن منبع النيل ، وقد حاولوا اكتشاف المنابع من خلال مجراه ولكنها كانت محاولات فاشلة حتى جاء بطليموس و استطاع الوصول لمنابع النيل و رسم خريطة لها مع شرحها ، وكذلك لم يستطع المصريون قديما اكتشاف سر فيضان النيل وقالوا انه من دموع ايزيس على زوجها وهذا هو التفسير الاسطورى أما التفسير العلمي فبنوه على أن تربة مصر أسفنجية وعندما تتشبع بالمياه فتزيد وتدفق وتسبب الفيضان، ومن المفارقات التي قيلت عن نهر النيل إن النيل كان له سبعة فروع وتحدث عنها هيرودت وقال إن له خمسة فروع أصلية وفرعين صناعيين هما "رشيد ودمياط " ولكن هما الباقيان الآن. وقال حلمي شعراوي : إن إسرائيل ليس لها اى مشروع ذي بال في إفريقيا كلها وان مصدر الخطر الحقيقي هو الإعلام ورأس المال. وأضاف إننا أمام مشاكل تتطلب حضورا حقيقيا ورأس المال المصري، وليست إسرائيل مشكلتنا الأساسية، وإنما المشكلة الموجات الإعلامية وقدم شعراوي عدة حلول هي أولا يمكن الوصول لنتيجة حسنة عن طريق الاتفاقيات والعمل على التنمية المشتركة ، وإذا كانت الحدود الموروثة أزلية يمكن أن نقر أيضا بان الاتفاقيات أزلية، إذا كنا بهذه القوة، ودول حوض النيل تحتاج لتنظيم إقليمي قومي، كما أننا يمكننا الاتجاه إلى البحوث في المياه الجوفية ومؤخرا قاسوا المياه فى المريخ ووجدوا المياه الجوفية هناك تتشابه مع المياه فى الصحراء الغربية، فالمياه الجوفية عالم كبير، وأخيرا الطاقة النووية حيث يمكن استغلالها فى تحلية مياه البحر مثل دول الخليج ، والحقيقة أن إسرائيل هي الوحيدة التي تنافس فرنسا فى عمل مشاريع لتحلية مياه البحر حتى تمسكنا من رقبتنا فيجب أن نعتمد على علمائنا قبل أن يتحكم فينا علماء إسرائيل.