تتناول رواية "هروب في عين الشمس"أحوال المجتمع السعودي في الستينات، وعمليات التنقيب عن النفط، وأوضاع الفلسطينيين في الأردن ومدى وعي الدولة والمجتمع لما كانت تمر به البلاد من مشاكل سياسية وأمنية.. في فترة من حياة تلك البلاد والمجتمعات التي ما تزال بحاجة لدراسة. تُصور الرواية الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام للروائي الفلسطيني "د. محمد عبد العزيز ربيع" في 224 صفحة من القطع المتوسط- جانبًا من حياة أبطال خلقتهم الصدفة، ودفعتهم الحاجة للعيش حياة ضياع مثيرة بلا مغزى. شاب فلسطيني تغرب للعمل مدرسًا في السعودية، وشابة سعودية نشأت في بيئة قبلية ذات تقاليد جامدة، وعاشت بدايات حياتها مشردة مع الأغنام والحشرات والنفايات في الصحراء.. فتاة تعرضت صدفة لتجارب حياتية علمتها دروس الحياة ودفعتها إلى إعادة تكوين شخصيتها كامرأة مثقفة دون أن تدخل مدرسة.. إنها حكاية قلوب ترتعد خوفًا من الحب في مجتمع لا يعرفه، وشباب يعيش في خيام تهزها رياح صحراوية بلا رحمة، أقيمت داخل أسوار سجون كبيرة يحرسها جهلٌ قاتل لا يعرف للثقافة أو الحرية أو العلم معنى. يقول مؤلف رواية "هروب في عين الشمس": هي قصة أناس هربوا من الظلم إلى الظلم، من اليأس إلى اليأس ومن الإحباط إلى أمل مزيف.. إنها قصة إبحار في عين الشمس دون احتراق عبور لصحراء بلا حدود يقود القافلة فيها سراب خادع، تجديف في عرض بحر هائج دون بوصلة، والوصول في نهاية المطاف إلى مكان خارج الزمان. هروب في عين الشمس هي الرواية الثانية التي يكتبها د. محمد عبد العزيز بعد روايته الأولى "رحلة مع القلق" والتي روت تفاصيل حكاية خاصة عاشها بكل مشاعره حيث يقول: عشتها في الحقيقة بلا خوف وعشتها في الحلم مرتعشًا من الخوف وعشتها مرة ثالثة حين كتبتها على الورق مع ذكريات الألم وآلام مخاض ولادة جديدة واكتشفت من خلال كتابتها أن حكاية الكتابة أصعب من حكاية الحكاية. إذ أن الكتابة هي إعادة واعية لتمثيل الرواية، والعيش كل لحظة من لحظاتها بين مشاعر الحزن والفرح، اليأس والأمل، الخوف والترقب، البؤس والسعادة، واكتشاف مرارة وحلاوة الحقيقة التي عجزت عن رسمها وقائع الحقيقة ذاتها. هي قصة خطها القدر، ومثلها أبطال خلقتهم الصدفة، ودفعتهم الحاجة ليعيشوا حياة ضياع مثيرة بلا مغزى. سمعت بعض تفاصيلها من بطلها، وتخيلت ما تبقى منها بشغف طفل يُصغي لحكايات ألف ليلة وليلة تقصها عليه جدته، ويتوجس أن تأتي أمه بعد ذلك لتقص عليه حكاية الغولة. وأضاف: حين بدأت في كتابة القصة وجدت نفسي، من حيث لا أدري، أعيش تجربة أبطالها، وأعاشرهم عن قرب رغم بعد الزمان وغربة المكان.. عشنا معًا في البراري الموحشة، وفي خيام تهزها الرياح بلا رحمة، وفي جوف ليل لا يعرف للفجر موعدًا، في غياهب سجون يحرسها جهل قاتل، وبين ثنايا أحلام يقظة تقدم وعودًا وردية يلفها الوهم.. أصغي لأصواتهم المحبوسة وأتنصت على دقات قلوبهم ترتعد وقد جرفها الحب والخوف وأرسم على ورق بلا مداد صورة لحقيقة لم تفهمها الحقيقة. ولد الدكتور محمد ربيع في يازور/ يافا، وعاش بضع سنوات من طفولته في مخيم عقبة جبر وذلك قبل الانتقال إلى مدينة أريحا. تخرج من مدرسة هشام بن عبد الملك الثانوية في أريحا، وتابع دراسته الجامعية والعليا في جامعات مصر وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية. حصل الدكتور ربيع على عدة منح دراسية من جامعات ومؤسسات علمية وثقافية من كل الدول التي درس فيها، كما حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هيوستن في تكساس عام 1970. قضى معظم حياته في التدريس الجامعي، حيث عمل أستاذًا في عدة جامعات عربية وأجنبية، من بينها جامعة الكويت وجامعة الأخوين في المغرب، وجامعتي جورج تاون وجونز هوبكنز في واشنطن، وجامعة ايرفورت في ألمانيا، وحاضر في أكثر من سبعين جامعة عربية وأمريكية وأوروبية ومعاهد دراسات إستراتيجية، كما شارك في عشرات الندوات والحوارات العلمية والثقافية في أكثر من خمسين دولة. نشر الدكتور ربيع 23 كتابًا حتى الآن، 15 منها بالعربية والباقي بالإنجليزية. كما نشر عشرات الدراسات العلمية في مجلات عربية وأمريكية وألمانية، إضافة إلى مئات المقالات الصحفية. من بين كتبه بالعربية: هجرة الكفاءات العلمية، الاقتصاد والمجتمع، الوجه الآخر للهزيمة العربية، صنع السياسة الأمريكية والعرب، المعونات الأمريكية لإسرائيل، الحوار الفلسطيني الأمريكي، وصنع المستقبل العربي. للدكتور ربيع أيضا قصة بعنوان "رحلة مع القلق" ورواية شعرية بعنوان "قطار الزمن" ومجموعة شعرية بعنوان "خريف الذكريات"، ورواية "هروب في عين الشمس" الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، بالإضافة إلى رواية قيد النشر: "مملكة جهلواد"، وثلاثة كتب: "الثقافة وأزمة الهوية العربية"، "القائد وصنع التاريخ"، وكتاب آخر بالإنجليزية.