قرر المواطن فؤاد عمار أن يهدى إلىّ وإليك وإلى زارة الداخلية هذه الواقعة المؤلمة التى تؤكد أن هناك عيونا أمنية ساهرة تقف بالمرصاد لأى مواطن شريف قرر أن يتخلى عن أى انتماء سياسى أو أى نشاط عام، مكتفيا بأن يسعى ليكسب رزقه بالحلال لعله يغنى أولاده مذلة السؤال. هشام محمود عمار مدرس تربية موسيقية بمدرسة المطرية الإعدادية أنت طبعا تعلم أن رواتب مدرسى وزارة التعليم من أعلى الرواتب فى مصر، وأنها تغنى المدرسين عن إعطاء أى دروس خصوصية أو البحث عن عمل إضافى، لكن هشام والعياذ بالله من المبذرين مرتبه الذى يزيد قليلا على الثلاثمائة جنيه شهريا لم يكن للأسف يكفيه أكثر من اسبوع، بعد أن يدفع 200 جنيه ايجار جديدا للشقة ذات الحجرتين التى يسكنها هو وزوجته وأولاده، ولأنه لم يجد بعد طريقة لكى يكتفى بتكملة الشهر هو وأسرته بالمائة جنيه الباقية قرر أن يعمل فى محل موبايلات من الرابعة عصرا حتى الحادية عشر مساء يوميا سبعة أيام فى الأسبوع، قبل أسابيع كان هشام يقف فى المحل دخل عليه شاب بهى الطلعة وطلب منه خط موبايل وسأله عن ثمنه ثم طلب من هشام أن يحضر له الخط، وفور أن أحضره له فؤجئ بالشاب يصرخ فيه اطلع لى بر وهات الخطوط اللى عندك ولم الموبايلات اللى فى المحل، ارتكب هشام خطأ عندما سأل الشاب أنت مين الأول: فصرخ فيه: أنا ضابط يا روح أمك، ارتكب هشام خطأ أفظع وطلب من الشاب أن يريه كارينه الداخلية، لم يعجب سؤاله الباشا فأخرج له الطبنجة وقال له بصوت رقيق تنفع دى يا (..) والنقط مكانها كلمة يعاقب عليها القانون على كتابتها، واصل هشام أخطاءه وقال للباشا إن الكلام ده ما يصحش خاصة أنه مربى أجيال ومدرس موسيقى كمان وبمجرد أن وصل المعلومة للباشا أخرج لهشام من أنفه صوتا موسيقيا ثم أردف بنفس الرقة مدرس (..) أمك يا مدرس ملحوظة جانبية والدة هشام متوفاة مع علو صوت الضابط دخل المحل مجموعة من الأمناء أمرهم الباشا بتكتيف هشام وهاتك يا ضرب بالشلاليت والبوكسات فى الوجه والبطن أمام جمع غفير من عمال المحلات المجاورة الذين وصلتهم فورا الرسالة التى أحب الباشا توصيلها لهم: عندما يقول لك الباشا حتى لو كان يرتدى ملابس مدنية اطلع لى بره يبقى تسمع الكلام من غير ما تفكر أن تمارس حقك القانونى وتسأله عن هويته وإثبات شخصيته. انتهت وصلة الضرب فقام الباشا بعدها برمى هشام فى البوكس وذهب به إلى قسم السلام حيث قام بتحرير محضر ضد هشام لأنه باع له خط موبايل دون أن يحرر عقدا، مع أنه لم يكن أعطى هشام فرصة حتى لتحرير نفسه من أرجل وأيدى معاونيه كان وجه هشام قد تورم بدرجة مخيفة ولم يعد قادرا على تحريك فمه، خاف زملاء الباشا من أن تتدهور حالة هشام فقطعوا المحضر وصرفوا هشام من القسم فورا، فى المستشفى اكتشف الأطباء أن فك هشام السفلى الأيسر مكسور وبعض ضروسه بها كسور وتلزمه عملية جراحية فورية، تم تحويله إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر الذى حجزه فورا فى الدور السابع عنبر 708 قسم جراحة التجميل.. وعرضه على استشارى الجراحة الذى أجرى له فى صباح اليوم التالى عملية استغرقت أكثر من ثلاث ساعات نتج عنها جرح فى الخد الأيسر طوله 12 سم وسيحتاج إلى 6 أسابيع حتى يتم نزع السلك عن فكه، وقد يكون بعدها قادرا على الكلام وتحريك فكه بشكل طبيعى وقد لا يكون. قبل أن نلوم الأمريكان لأنهم يبعثرون كرامتنا فى شوارع جاردن سيتى دعونا نلوم أنفسنا إذا لم نرد كرامة هشام ونثأر له ممن ظمله، عن نفسى قررت أن أنشر رقم موبايل هشام الوارد مع الرسالة (0107103731) ليس فقط لكى تتصل به جهات التحقيق فى وزارة الداخلية، ولكن لكى يتصل به كل من أراد أن يقف إلى جانبه ويأخذ بخاطره خاصة أن كل مواطن غير مسنود يمكن أن يلقى مصير هشام فى هذا الوطن الذى لم تعد تجدى عمليات التجميل فى إخفاء بشاعة واقعه المرير.