مروك: الدول العربية غير متحمسة للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية

بدأ اليوم "الأربعاء" بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الاجتماع السابع والعشرين للجنة خبراء وممثلي الدول العربية لتنسيق المواقف العربية بشأن المؤتمرات والاتفاقيات الدولية، وذلك لتنسيق المواقف العربية بشأن الموضوعات المطروحة على المؤتمر الاستعراضي للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي يعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا في 31 مايو المقبل.
وقال المستشار مروك نصر الدين المستشار بديوان وزير العدل الجزائري ورئيس الاجتماع للصحفيين، سنناقش خلال يومين تعريف جريمة العدوان، وتقييم عمل المحكمة الجنائية الدولية، ومقترح بلجيكا بإضافة بعض الفقرات لجرائم الحرب في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلى أن هذه الموضوعات سوف تطرح على مؤتمر دول الأطراف في أوغندا.
وأوضح أن الدول العربية الموقعة على النظام الأساسي هي 13 دولة فقط، والدول المصدقة هي 3 جيوبتي والأردن وجزر القمر، مشيرًا إلى أن الدول العربية غير متحمسة للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية لأنها تتوجس خيفة من هذه المحكمة التي أظهرت الممارسات الأولية أنها ليست مستقلة كما ينبغي، لاسيما المادة السادسة عشرة من النظام الأساسي التي تعطى مجلس الأمن صلاحية وقف إجراءات المحكمة لمدة عام، والمادة الثالثة عشرة فقرة 2 التي تعطي مجلس الأمن حق إحالة القضايا على المحكمة رغم أن المؤتمر الاستعراضي الأول الخاص بالمحكمة أكد على كل الدول بما فيها العربية أن المحكمة لايجب أن تسييس وأن تبقى مستقلة .
وقال مروك نصر الدين إن الاجتماع سيناقش إضافة جريمة العدوان ضمن الجرائم الموجودة في النظام الأساسي للمحكمة الجناية، منوهًا إلى أن هناك نقاش حول إذا ما كانت تصبح جريمة نظام أم أعلى من جرائم النظام الأساسي الحالية وهي جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب .
ولفت إلى أن النقطة الثانية التي تم دراستها هي مسألة تحريك الدعوى في جريمة العدوان، هل يقوم مجلس الأمن بذلك باعتباره مكلف بحماية السلم والأمن الدوليين، مشيرًا إلى أن هذا أمر مرفوض من قبل بعض الدول لأن المحكمة يجب أن تكون غير مسيسة، وأن تحافظ على استقلاليتها بعيدًا عن مجلس الأمن، لأن مجلس الأمن قد لايتحرك في حال وقوع العدوان لأن رسالة العدالة غير رسالة السياسة، وقال إننا نطالب بأن تحرك المحكمة الجنائية الدعوى بنفسها دون وجود علاقة مع مجلس الأمن.
وأكد أن مفهوم العدوان يعنى اعتداء دولة على دولة أخرى، ولايشمل اعتداء دولة على مجموعة سكانية أو أثنية داخلها ، فهذا يدخل في إطار جرائم أخرى.
واعتبر أنه في حالة إقرار جريمة العدوان ضمن جرائم النظام الأساسي للمحكمة فإنه في الغالب لن يمكن استعمالها بأثر رجعي لمعاقبة إسرائيل، وإن كان هناك قرار للأمم المتحدة بأن جرائم الحرب لاتسقط بالتقادم، بينما نظام روما يقول إن المحكمة لاتنظر في الجرائم قبل دخول نظامها الأساسي حيز النفاذ عام 2002، وهذه إشكالية مطروحة.
وأضاف مروك نصر الدين: إنه جرى مناقشة اقتراح بلجيكا بإضافة بعض الفقرات بالنسبة لجرائم الحرب مثل استعمال السموم والغازات الخانقة مثلما حدث في العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إن هذا الأمر مقبول من قبل المجموعة العربية.
وأكد أن كل هذه الأفكار سوف تقدم في ورقة موحدة وترفع للوفود العربية المشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلى أن الهدف هو خلق موقف عربي وأفريقي موحد بالتنسيق مع دول أميركا الجنوبية.