بدأ اليوم الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب، برئاسة الجماهيرية الليبية، وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومشاركة 21 وزيرًا عربيا، فيما شاركت لبنان على مستوى القائم بأعمالها لدى طرابلس. ويناقش الجميع بنود جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بالإضافة إلى مشاريع القرارات التي أقرها المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، ومشاريع القرارات التي اتفقوا على رفعها إلى السادة وزراء الخارجية للبت فيها. كما ناقش الاجتماع المبادرة السورية لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية- العربية، وأيضًا الفقرة الثانية من الفقرة (ج) من مشروع القرار الخاص ب"وضع خطة تحرك عربي لإنقاذ القدس"، والوضع المالي للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وأخيرًا وليس آخرًا مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة. وقد افتتح موسى محمد كوسة أمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بسرت، بالإشادة بالقادة العرب وجهودهم من أجل الدفاع عن قضايا الأمة، مشيرًا في هذا الصدد إلى المجهودات التي تبذل على صعيد القضايا المصيرية في مقدمتها قضية فلسطين. وطالب "كوسة" الدول العربية بضرورة وجود تحركًا فاعلاً لرفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني والحيلولة دون تهويد ( مدينة القدس) وضرورة أن تتحمل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية مسؤولياتها في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، بعد أن باءت جهود السلام بالفشل الذريع نتيجة التعنت الصهيوني والانحياز الغربي الظالم لصالح الكيان الصهيوني العنصري. وأشار في بداية حديثه عن القضايا العربية المصيرية إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات إبادة وتقتيل وتدمير وحصار وتجويع لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل يمثل دون شك حقبة سوداء في تاريخ الإنسانية كلها، مرجعًا ذلك لأنه الشكل الاستعماري الوحيد في هذا العصر الذي يسجد الوحشية والهيمنة والظلم الصارخ وطغيان القوة وبشكل أصبحت معه المنظمات الإقليمية والدولية عاجزة عن القيام بواجباتها لمنع العدوان والدفاع عن حقوق الشعوب الصغيرة والمستضعفة كما جدد بهذه المناسبة تأكيد بلاده على تضامنها ووقوفها مع سوريا ولبنان في كفاحهما لاسترداد حقوقهما ومواجهة الاعتداءات والتهديدات الصهيونية وضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإرغام الكيان الصهيوني العنصري في الامتثال للاتفاقيات الدولية وميثاق الأممالمتحدة وقراراتها حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين . وشدد على حق الشعب العراقي في تحرير أرضه وبسط سيادته على كامل ترابه والتمسك بوحدته وهويته العربية الإسلامية وفقًا لجميع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية . كما أكد أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي، أن ما يتعرض له الدين الإسلامي والمسلمين من عمليات تشويه أمر متعمد من قبل بعض الأطراف الغربية الصهيونية الحاقدة والتي تتابعت حلقاتها بدءًا من الإساءة لسيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم ) في بعض المطبوعات والدوريات الأوروبية والتي تمولها الصليبية الصهيونية الحاقدة، لافتًا إلى أن "ما أقدمت عليه سويسرا من حظر بناء المآذن لبيوت الله لا يعبر إلا عن التعصب الديني تجاه الإسلام والمسلمين أمام عدم قدرة الغرب على التفريق بين مفهوم الجهاد والإرهاب لهو دليل أكيد على الانغلاق الغربي وعدم التسامح"، منتقدًا في الوقت ذاته لتصرفها الذي قامت به من سوء معاملة الدبلوماسيين الليبيين وحجز مواطنين سويسريين ومنعهما من المثول أمام العدالة، وكذلك عدم منح تأشيرة (شنغن) لأصحابها، من أول مسئول في الدولة الليبية إلى مسئولي الخارجية والإدارة العامة ومسئولي مؤسسة النفط والغاز والدفاع والأمن. واعتبر ذلك أنه سلوك غير مسبوق في العلاقات الدولية لا يقره قانون ويستوجب الشجب من كل الدول التي تعمل على أن يسود الوئام والعلاقات الحسنة بين جميع أطراف المجتمع الدولي . كما دعا إلى ضرورة العمل على بناء تحالفات الشعوب لتجسيد مبدأ الكفاح الجماعي كحق من حقوقها في الدفاع عن النفس ومواجهة مختلف أشكال العدوان، بعد أن تأكد العجز الواضح للمنظمات الإقليمية والدولية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والأوضاع التي تعيشها أمتنا دون سواها في هذا العالم. وخاطب الوزراء العرب، بالقول: "إننا نعيش في عالم لم يعد يعترف بالكيانات القزمية الهزيلة وغير القادرة على مواكبة التطورات المتسارعة للأحداث الإقليمية والدولية والذي بدأ يتشكل في فضاءات كبرى بعد أن تأكد عجز الدولة الوطنية على مواجهة تحديات العصر منفردة". وشدد على أنه آن الأوان أن ندرك أهمية كل ذلك وتأثيره علي مستقبل أمتنا العربية وأن نطور بالتالي أساليب واليات العمل العربي المشترك بما يحقق تطلعاتنا في بناء التقدم علي انقاض التخلف صوناً لسيادتنا وحفاظًا علي هويتنا العربية الواحدة علي امتداد الوطن العربي الكبير. دعا "كوسة" إلى رسم خارطة اقتصادية عربية تجسد التكامل والاندماج بين الدول العربية وتشكل انفتاحًا واعيًا ومسؤولاً على ما حولها ومواجهة التحديات الاقتصادية بكل تعقيداتها جماعيًا وبما يحقق المصالح العربية المشتركة ووضع نتائج قمة الكويت الاقتصادية موضع التنفيذ . كما أشاد في ختام كلمته مرة أخرى باقتدار وحكمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وأمينها معالي عمرو موسى، الذي جعل منها شريكًا فاعلاً علي الساحتين الإقليمية والدولية، وجهوده ومساعديه لتحديث آليات عمل الجامعة لتواكب التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم . مستوى التمثيل جدير بالذكر، أن مستوى التمثيل بالاجتماع الوزاري كان كبيرًا بحضور 21 وزير، وقائم واحد بالأعمال..على النحو التالي، أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر ، ناصر جودة وزير خارجية الأردن، الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين، معالي السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية، معالي السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية بالجمهورية الجزائرية، معالي السيد محمود علي يوسف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي، الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية، معالي السيد السماني الوسيلة السماني وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، معالي السيد وليد المعلم وزير خارجية سوريا، معالي السيد علي أحمد جامع وزير خارجية الصومال، معالي هوشيار زيباري وزير خارجية العراق، معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة، معالي الدكتور رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية بدولة فلسطين، سعادة أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء القطري، معالي أحمد حسين براون وزير الاقتصاد والتجارة والعمل بجمهورية القمر المتحدة، معالي الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، سعادة المستشار نزيه عاشور القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الجماهيرية العظمى الليبية، السيد الأخ موسى محمد كوسة أمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، معالي السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية، معالي السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، معالي الدكتور أبو بكر عبد الله القربي وزير الخارجية بالجمهورية اليمنية.