حكم القضاء الفرنسي اليوم بسحب ملصقات انتخابية تابعة لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف باعتبارها معادية للمسلمين. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن القضاء في مدينة مرسيليا جنوب شرقي فرنسا وبعد رفع جمعيات ضد العنصرية دعوى قضائية على رئيس الحزب جان ماري لوبان أمر القضاء بسحب تلك الملصقات خلال 24 ساعة. والملصق كان مرسوما عليه خريطة فرنسا مغطاة بعلم الجزائر رسم عليها مئذنة على شكل صاروخ وبجانب الخريطة تقف سيدة منقبة وكتب على الملصق "لا للإسلام". وكانت السلطات الجزائرية قد احتجت رسميا أمام السلطات الفرنسية وطالبتها باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الملصق الانتخابي "المعادي للمسلمين والجزائريين". قال محللون أن موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ربما يزداد سوءا أمام الشعب والرأي العام الفرنسي في ظل توقعات كبيرة بأن يكون أداء الأحزاب المحافظة وحلفاء الرئيس ضعيفا في الانتخابات المحلية المزمع عقدها يومي 14 و21 مارس الجاري. وتنقسم فرنسا إلى 22 إقليما بينها 20 يسيطر عليها حاليا التحالف الاشتراكي المعارض فيما تقع أربعة أقاليم أخرى في مناطق نائية تحت سيطرة اليسار. ولم ينجح الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة "الاتحاد من أجل أغلبية شعبية" الذي ينتمي له ساركوزي إلا في الاحتفاظ بإقليم "الألزاس" شرقي البلاد قرب الحدود الألمانية وجزيرة كورسيكا المضطربة في البحر المتوسط خلال الانتخابات المحلية الماضية. ويبدو أن برنامج الإصلاح الذي تتبناه الحكومة الفرنسية لا يحظى بدعم يذكر فضلا عن تراجع الثقة في ساركوزي نفسه الذي يسعى لتحقيق معجزة اقتصادية تقضي بتوفير فرص عمل وتحسين الوضع الاجتماعي بعد سنة كاملة من الاضطراب الاقتصادي وفقدان مئات الآلاف من الوظائف وارتفاع البطالة إلى نحو ثلاثة ملايين شخص.