" لن اخرج عن إضرابي قبل أن يأمر وزير الداخلية بإيقاف الضابط الذي عذبني واهانني وتقديمه للمحاكمة ،مش هسيب حقي ، انا ما عملتش حاجة غلط، أنا بحب الأقصى وبحب الدكتور البرادعي، أنا أفضل أموت عشان مفيش مصري ينتهكوا جسده وكرامته زيي، إذا كان موتي هيصحي الشعب المصري أموت والناس تصحي"، سكوتنا عن إجرامهم خلاهم يزيدوا في الإجرام، خليهم يعدلوا الدستور ويخلوه مادة واحدة الحرية لكل الناس، مش عايزين غير حرية، يعني إيه العيشة من غير كرامة، حرام إحنا مش عبيد في عزبة أبوهم، البلد دي بتاعتنا إحنا، مش هنسبيهم يخلونا عبيد، كفاية خوف، هنخاف من إيه ، دول بوّظوا كل حاجة في البلد وباعوها، أنا مش عايز حاجة غير حقي يرجع لي، أنا مش خايف علي نفسي، لو مت هقول لربنا مت عشان حقي وكرامتي، لو كنت بحب الدكتور البرادعي قبل كدا شوية، أنا مستعد دلوقتي أموت عشان أساعده يرجّع البلد دي حلوة ونلاقي فيها إنسانيتنا، إحنا مش عبيد.. مش عبيد". تلك هي الكلمات التي استقبل بها الدكتور طه عبد التواب لجنة تقصى الحقائق التي كونتها الحملة الشعبية لدعم ترشيح الدكتور البرادعي قبل أن يدخل في حالة إغماء نتيجة إضرابه عن الطعام داخل غرفة العناية المركزة. كان عدد من نشطاء الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومعهم عدد من الصحفيين قد توجهوا إلى زيارة الدكتور طه عبد التواب الذي تم تعذيبه على يد محمد عبد التواب ضابط أمن الدولة بالفيوم, لإثنائه عن الاستمرار في دعم الدكتور محمد البرادعي للترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية. وقال مسئولو لجنة تقصى الحقائق " لقد توجهنا إلى محافظة الفيوم مركز سنورس "مستشفي سنورس العام" لتفقد حالة الدكتور طه عبد التواب المضرب عن الطعام منذ يوم الأحد الماضي بسبب الاعتداء الذي حدث عليه من ضابط أن الدولة ونشرته الصحف وتداولته مواقع الانترنت. وأضافوا:شكلنا الوفد من عدد من المحامين والنشطاء الحقوقيين وبعض الصحفيين وعدد من اعضاء الحملة للوقوف علي حالة الدكتور طه ومعرفة ما حدث بالتفصيل ، وبعد الوصول للمستشفي توجه الوفد الي مكتب مدير المستشفي الدكتور حسن ابراهيم الذي استقبلنا باحترام بالغ هو وطاقم الاطباء ورؤساء الاقسام بالمستشفي وأمر بتقديم واجب الضيافة لنا في سلوك نبيل منه وطلبنا من مدير المستشفي زيارة الدكتور طه، فأخبرنا انه موجود بالعناية المركزة بعد سقوطه في غيبوبة سكر نتيجة امتناعه عن تناول أي طعام وشراب منذ يوم الأحد ورفضه تركيب محاليل ليستكمل إضرابه الكامل عن الطعام حتى ينال حقه ويتحقق طلبه بمحاكمة وإيقاف الضابط الذي قام بالاعتداء عليه, فانتظرنا حوالي ساعة حتى نستطيع الدخول إليه وظللنا في مفاوضات مستمرة للسماح لنا بالدخول فتم ابلاغنا بإمكانية الدخول دون موبايلات ودون كاميرات وان يدخل عدد معين فقط ورفضنا ذلك الطلب الغريب واحتج الزملاء الصحفيون بما اعتبروه تجاوزًا من إدارة المستشفي في ممارسة عملهم المهني وفوجئنا بالأمن يغلق باب العناية المركزة بالقفل ويهددنا البعض باستدعاء شرطة النجدة لنا لمنعنا من الزيارة, وعندها قرر أفراد اللجنة الاعتصام أمام العناية المركزة حتى يتمكنوا من الدخول وطلبنا من مدير المستشفي إعطاءنا تقرير رسمي يفيد بمنعنا من زيارة الدكتور طه، حيث إنه غير معتقل أو محجوز بالمستشفي أو مطلوب لأي قضية ومن حق أي إنسان أن يزوره. ويستكمل المسئولون: "قام مدير المستشفي بإجراء عدة اتصالات محاولا الحصول علي موافقة بدخولنا ولكن بلا جدوى وعدنا للانتظار مرة أخرى وبعد اتصالات أخرى من مدير المستشفي سمح بالدخول لعدد 3 أفراد على رأسهم الدكتور مصطفي النجار عضو لجنة تقصي الحقائق، واحد أعضاء نقابة الأطباء بالفيوم، وناشط حقوقي من المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، لتفقد الحالة الصحية للدكتور طه. ووجدنا- والحديث على لسان مسئولي اللجنة- "أنه لا يقوى علي الكلام وانه لا يستطيع رفع يده ولا فتح عينيه إلا بصعوبة نظرا لحالة الضعف والإعياء الشديد التي ألمت به بعد إضرابه الكامل عن الطعام والشراب منذ يوم الأحد وحاولنا ان نتكلم معه فتحدث بصعوبة بالغة وبصوت متقطع قبل أن يعود من جديد لحالة الإغماء, ولم يستطع الأطباء إفاقته منها وهنا طلب منا مدير المستشفي أن نخرج من اجل أن نتركه يرتاح. ونقل مسئولو اللجنة عن عدد من الممرضات الذين قالوا : إنه يفيق ثم يغمي عليه ويهتف بصوت متقطع الحرية، ما تخافوش، إحنا مش عبيد. وأكدت الممرضات على جهد الأطباء وجهدهن من اجل إقناعه بإنهاء إضرابه عن الطعام الذي يكاد يميته ولكن بلا جدوى. فيما قال أطباء بالمستشفي زملاء له ويعرفونه: " انه إنسان بسيط جدا ودمث الخلق ومتواضع لأقصى حد وكل زملائه يحترمونه لأخلاقه الرفيعة. وعن نشاطه، قالوا: انه مهتم دوما بقضية فلسطين وحصار غزة ويشارك ويدعوهم لحضور هذه الفعاليات التي تقيمها النقابات المهنية في الفيوم والقاهرة. فيما أجمع جيران طه فى السكن على انه إنسان مهذب جدا , ومعروف عنه خدمة الناس , وعن نشاطه ، قالوا انه يساهم في اعمال الخير عبر الجمعيات الخيرية ولكن لم ينتمي الي حزب او جماعة او تيار سياسي طول عمره رغم نشاطه الفردي وايجابيته تجاه مجتمعه واهل بلده وأكدوا انهم مستغربين جدا مما حدث له لأنهم لم يتخيلوا ان هذه الاهانات والإساءات ممكن ان تحدث لطبيب محترم ومسالم مثله وعن الضابط الذي قام بالاعتداء , قال الأهالى " ان أمن الدولة بالفيوم يسبب رعبا لكل أهل الفيوم نظرا للانتهاكات المستمرة التي يمارسها ضد المواطنين بدءا من الطلاب بالجامعة الذين تم اعتقال العشرات منهم العام الماضي من داخل الجامعة ومن الشوارع والبيوت وكذلك المدونين بالفيوم وكل النشطاء السياسين علي اختلاف اتجاهاتهم مؤكدين ان التقرير الذى اصدرته الشبكة العربية لحقوق الانسان عام 2009 و الخاص بانتهاكات أمن الدولة بالفيوم بعنوان : خلف أسوار الخوف .. الحصار البوليسي علي مدينة الفيوم , صحيح وكل ما فيه يحدث بشكل حقيقى ومنهجى