ابتكر سكان غزة وسائل جديدة للحصول على الأسماك في القطاع المحاصر الذي يتعرض الصيادون فيه لاحتمال إطلاق البحرية الإسرائيلية النار عليهم إذا خرجوا بزوارقهم إلى عرض البحر. وتصل أنواع الأطعمة البحرية إلى القطاع المطل على البحر المتوسط خلال أنفاق تمتد تحت الأرض إلى داخل الأراضي المصرية لسد العجز الناتج عن القيود الإسرائيلية التي تحول دون إبحار الصيادين من غزة لمسافة تزيد على بضعة كيلومترات من الشاطيء. وفي رفح بالطرف الجنوبي لقطاع غزة تنقل صناديق مليئة بالأسماك على عمق يزيد على 30 مترا تحت الأرض داخل نفق طوله 800 متر من مصر لتباع في أسواق القطاع. ورفض العامل الذي يتولى نقل الأسماك داخل النفق ذكر اسمه كما غطى وجهه تفاديا للربط بينه وبين تجارة تتزايد مخاطرها. وكان صيادو الأسماك في غزة يسمح لهم سابقا بالإبحار لمسافة 12 ميل من الشاطيء لكن زوارقهم يمكن حاليا أن تصادر إذا ابتعدوا أكثر من ثلاثة أميال عن الشاطيء. وأصيب بعض الصيادين بجروح عندما تعرضوا لإطلاق النار عليهم خلال مواجهات مع زوارق الدورية الإسرائيلية التي تتولى إنفاذ الحصار البحري.. وذكر تاجر للأسماك في غزة يدعى سليمان أن تهريب المأكولات البحرية عبر الأنفاق لا يدر من الأرباح ما يحققه تهريب سلع أخرى كما أن الأسماك تتلف أحيانا أثناء عمليات التهريب. وثمة وسيلة أخرى يلجأ إليها صيادو الأسماك في غزة حيث يتفقون أحيانا على مقابلة زوارق مصرية في البحر لشراء حصيلة صيدها من المياه العميقة لكنهم يخاطرون في ذلك بالابتعاد عن الشاطئ مسافة أكبر من التي تسمح بها إسرائيل.