سيطرت الانتخابات البرلمانية المقبلة على المشهد السياسى فى الفيوم وفى محافظات مصر كلها وأصبح كل حديث القوى السياسية عن الاستعدادات المرتقبة لكل حزب لهذه الانتخابات والتى ما زالت هى المعبر الحقيقى عن الوضع السياسى الراهن فالحزب الوطنى استطاع بنجاح منقطع النظير أن يجعل هذه الانتخابات سوقاً رائجة لملء خزانته وتلميع قياداته وصدمه الأحزاب الأخرى فى الوقت نفسه فأصبح المتعارف عليه الآن أنه لا نائب إلا من يختاره الحزب وترضى عنه قياداته وبات الجميع يولى وجهة شطر الحزب ويعلن الولاء له والبراء من مصر كلها بأحزابها وقواها السياسية ومواطنيها وشعبها واستطاع الحزب الوطنى أن يختزل مصر كلها فيه وفى أمانة سياساته وفى أربعة أو خمسة أفراد يديرون شأن الانتخابات المصرية التى باتت هى الوجه القبيح للتعيين ولذلك فأقترح على القيادة والنظام السياسى فى مصرنا الحبيبة أن يعلن عن وقف أى انتخابات في مصر خلال الفترة القادمة وإصدار قرار بتعيين مجلسي الشعب والشورى لأجل غير مسمى حتى يكبر الشعب المصرى ويبلغ سن الرشد ويستطيع أن يكون له الحق فى اختيار نوابه وفق انتخابات حرة نزيهة أو يتم إلغاء هذه المجالس التى أصبح ضررها أكثر من نفعها بعد فضائحها المتعددة سواء فى تكبيل مصر وحراكها السياسى بالتعديلات الدستورية وظهور كل أنواع النواب بدءاً من نواب القمار أو الدم الفاسد أو البلطجة أو نواب سرقة علاج الشعب على نفقة الدولة وأظن أنه ما زال فى جعبة نوابنا الكرام الكثير من الأفكار الشيطانية لعرضه على الشعب كل يوم وآخر وهذا هو ما أفرزته ديمقراطية الحزب الوطنى الذى أصبحت له الكلمة العليا فى أمر السياسة المصرية وسخر كل أقلامه وسمومها فى محاربة كل من يدعو إلى تغيير حقيقى تداول آمن وهادى للسلطة فى مصر مثل جميع شعوب العالم المتقدمة وحتى عدوى الديمقراطية التى انتقلت إلى مجاهل إفريقيا ولكنها لازالت بعيدة كل البعد عن مصر .