محافظ أسوان يشدد على عدم منع الطلاب المتأخرين من دخول مدارسهم    محافظ قنا: إجراءات مشددة لحماية المناطق المعرضة للسيول خلال الشتاء    وزيرة التنمية المحلية توجه بإزالة الإشغالات والمخالفات بالممشى السياحي في مدينة دهب    بوتين يعين نائبا عاما جديدا لروسيا ورئيسا جديدا للمحكمة العليا    الصحة العالمية: العنف يحاصر مشفيين ويفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في غزة    كاثيميريني: إلغاء اجتماع كان مقررا لميتسوتاكيس وأردوغان بنيويورك    إعصار راجاسا يودي بحياة 7 أشخاص في الفلبين    6 من 7، ليفربول ملك حسم المباريات في الأوقات القاتلة هذا الموسم    سلوت يفتح النار على إيكيتيكي بعد طرده: تصرف غبي في كل الأحوال    مسؤول تسليم جائزة رجل المباراة يكشف كواليس أزمة ياسر إبراهيم    مواعيد مباريات الأربعاء 24 سبتمبر - أرسنال وسيتي في كأس الرابطة.. والدوري الأوروبي    ضبط عاطلين روجا موادا مخدرة بمنطقة بولاق الدكرور    وصول المتهم بهتك عرض طفل دمنهور إلى محكمة الجنايات    اليوم.. استئناف المتهمين في مطاردة فتاتي طريق الواحات على حكم حبسهم 4 سنوات    تشغيل أحدث جهاز UBM للتشخيص الدقيق بمستشفى رمد المنصورة    الرعاية الصحية: مناقشة التعاون مع العربية للتصنيع لدمج منتجاتها الطبية ضمن منظومة الإمدادات الصحية لمنشآت الهيئة    «واعى وغالى»    ضبط 29 متهمًا بحوزتهم أسلحة ومخدرات في القاهرة    108 علماء ب «القومي للبحوث» ضمن أفضل 2% من علماء العالم طبقًا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية    مضاعفة التبادل التجارى «المصرى - الإسبانى»    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 في أسواق قنا    إضافة المواليد وتحديث بطاقات التموين.. خطوات أساسية لاستمرار صرف الدعم    وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره السوداني تعزيز سبل التعاون المشترك (تفاصيل)    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 10 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    «الداخلية»: ضبط 29 طن دقيق «مدعم وحر» في حملات تموينية على الأسواق بالمحافظات    10 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب«السوق السوداء»    بعد رحيل كلوديا كاردينالي.. علاقة مميزة بعمر الشريف وسر تكريمها بجائزة فاتن حمامة    بيحبوا الجو الدافي.. 3 أبراج تفضل الخريف بطبعها    بعد 4 شهور من طلاقهما.. إلهام عبد البديع تعود لزوجها    هشام حنفي: القمة فرصة ذهبية لعودة الأهلي.. والزمالك مطالب بتحسين الأداء    في مسابقات القراءة والإبداع.. تكريم 3 طالبات أزهريات في الفيوم لحصولهن على مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية    منها «التعرق وعسر الهضم».. 7 علامات تنذر بإصابتك بنوبة قلبية (لا تتجاهلها)    «الصحة» تطلق ورشة تدريبية لتطوير مهارات موظفي المجالس الطبية وتعزيز تجربة المرضى    كيف قضت اللقاحات على أمراض مميتة عبر العصور؟    أسعار الماكولات البحرية اليوم الاربعاء 24-9-2025 في الدقهلية    جامعة قناة السويس تشارك في الاجتماع الإداري لمشروع ICT4EDU بقبرص    «الطاقة الذرية»: عمليات التفتيش استؤنفت في المنشآت النووية الإيرانية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    وزيرا العمل والتضامن يبحثان أزمة "نايل لينين" للنسيج بالإسكندرية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    وفد السنغال يلتقي وكيل الأزهر لمناقشة تدريب الأئمة والوعاظ في مصر    جدول ترتيب الدوري المصري بعد فوز الأهلي وتعادل الزمالك    حسين فهمي: القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في مهرجان القاهرة    رئيس «حماية المستهلك» يقود حملة ليلية مُفاجئة على الأسواق    انتصار الحب، إلهام عبد البديع تعود لزوجها الملحن وليد سامي بعد 4 أشهر من انفصالهما    ماكرون يلتقي رئيس إيران لبحث استئناف عقوبات الأمم المتحدة.. اليوم    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    «أوقاف أسوان» تكرم 114 من حفظة القرآن فى ختام الأنشطة الصيفية    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    ميلان يحجز مقعده في ثمن نهائي كأس إيطاليا بثلاثية نظيفة أمام ليتشي    قرارات جديدة من وزارة التربية والتعليم بشأن الصف الأول الثانوي 2025-2026 في أول أسبوع دراسة    مسلم يفجر أسرار عائلته: «من 15 سنة سبت البيت والجيران كانوا بيسمعوا عياطي»    بعد غياب 5 سنوات، الإذاعي إبراهيم خلف يعود لإذاعة القرآن الكريم في "المصحف المعلم"    الرئيس الفرنسي: خطة لوقف حرب غزة.. ولا سلام لإسرائيل في ظل النزاع    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 24 سبتمبر 2025    أمين الفتوى يوضح كيفية الصلاة على متن الطائرة ووسائل المواصلات.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمالة الأطفال.. ناقوسُ خطرٍ يدقُّ
نشر في مصر الجديدة يوم 10 - 02 - 2010


WWW.DRIBRAHIMGUIDER.COM
تعارف الخبراء والمختصون على أن مفهوم عمالة الأطفال يتكون من شقين أساسيين هما: الطفل والعمل. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مفهوم العمل كما صدر في العديد من الدراسات والمواثيق الدولية: (أنه الجهد أو الطاقة الجسدية والذهنية لأداء مهمة معينة).
أما مفهوم عمل الطفل فإنه يقصد به توظيف الطفل مقابل أجر، وهو بمعنى آخر: كل نشاط مأجور يقوم به الطفل يعود بالنفع على الآخرين (من أفراد أسرته)، سواء كان هذا النفع ماديًّا أو معنويًّا.
وعلى الرغم من أنه منذ العهود القديمة كان الطفل يعمل ليساعد أسرته اقتصاديًّا، خاصة في الزراعة، ورعي الماشية، إلا أن هذا لم يكن يمثل مشكلة قوية وقتها، لكن هذه المشكلة بدأت تتبلور خلال الثورة الصناعية، وبالتحديد عام 1700 في بريطانيا حيث استعان العديد من رجال الأعمال والصناعة باستئجار الأطفال للعمل؛ لأن أجرهم أقل كثيرًا من العمَّال الكبار، وأيضا لأنهم لا يثيرون مشاكل واعتراضات مثل الكبار، وكذلك لمرونتهم في التعامل مع الآلات الدقيقة والصغيرة الفتحات، علاوة على التزامهم بتنفيذ التعليمات داخل المصانع التي تستأجرهم، وقد كان البعض منهم يبلغ العشرة سنوات من العمر أو أقل وكانوا يعملون في ظروف صحية صعبة ومخاطر عديدة ويستغرقون في عملهم عددًا كبيرًا من الساعات.
وكانت أهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى العمل في ذلك الوقت، عدم قدرة الآباء على العمل لأي سبب من الأسباب كموت الوالد، وافتقار الأسرة لمن يوفر الدخل الكافي كحد أدنى لمعيشتها .. أو أنهم من الأطفال التاركين لأسرهم، واعتمادهم على العمل إنما هو محاولة منهم للاستقلال بحياتهم الخاصة بهم.
إذن هناك علاقة وثيقة منذ القدم بين الطفل والعمل، هذه العلاقة قائمة على تحديد في أية مرحلة عمرية يكون الطفل قادرًا على إنجاز المهام الموكلة إليه من صاحب العمل، وتحمله للمسئوليات في عالم العمل، وذلك من الناحية الجسدية والعقلية، وهذا يشمل أيضًا الأخطار التي يتعرض لها الأطفال خلال أدائهم لهذه المهام.
ولعمالة الأطفال شكلان رئيسان هما:
- العمل الدائم؛ ويقصد به عمل الطفل طوال الوقت وبصفة مستمرة، وتفرغه لهذا العمل.
- العمل المؤقت؛ ويقصد به عمل الطفل لبعض الوقت كمواسم جني المحصول في الأرياف، والعمل خلال فترة العطلة الصيفية.
ولقد حددت العديد من التشريعات في دول العالم سِن العمل المسموح بها بالنسبة للطفل، كأن لا تقل عن 15 سنة، وفى بعض الدول الأخرى حددت ب16 أو 17 أو 18، وهناك بعض الدول التي تسمح بتشغيل الأطفال دون هذه السن، والحقيقة أن التشريعات لم ولن تكون عائقًا أمام تشغيل الأطفال بالمخالفة لهذه التشريعات، خاصة في عملهم مع القطاع غير المنظم داخل مجتمعاتهم، فمن هنا يتضح لنا أن تعريف مفهوم عمل الأطفال يجب أن يكون مرتبطًا ليس فقط بنوعية النشاط الذي يقوم به الطفل في سن معينة، وفى وقت محدد، وبأجر معين، بل يكون مرتبطًا كذلك بالسياق الاقتصادي، والسياسي والاجتماعي، والقانوني الذي يتم من خلاله هذا النشاط.
إن عمالة الأطفال أكثر شيوعًا في دول العالم النامية والفقيرة خاصة دول آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، حيث تتأثر الظاهرة بالمتغيرات الاقتصادية الخارجية والداخلية، وأيضًا الظروف الاقتصادية لعائلي هذه الأسر، والمتمثلة بشكل خاص في انخفاض الدخول، وانتشار بطالة البالغين.
وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الأطفال العاملين في العالم يزيد عن 200 مليون طفل تقل أعمارهم عن 14 سنة، ويقدر في الهند وحدها أن عدد الأطفال العاملين مائة مليون طفل عامل. وأكاد أجزم من خلال متابعاتي لهذا الموضوع عربيًّا وإفريقيًّا وعالميًّا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الوصول إلى رقم دقيق عن عمالة الأطفال، ليس في العالم فحسب، بل في كل دولة على حدة؛ لأن جزءًا كبيرًا منهم يعملون في القطاع غير المنظم، وبمعنى آخر: فإنهم يعملون في مواقع عمل غير مرخصة، وأخطرها تلك التي تعمل في مجالات بيع وتوزيع المخذرات بكافة أشكالها، والعمل في مجالات الوساطة في عمليات الدعارة، حفظنا الله ومجتمعَنا منها.
وفي محاولة مني، جمعت أمام من يهمهم الأمر مجموعة نقاط لخصت من خلالها أهم التفسيرات التي قدمتها الدراسات المتعددة في هذا الجانب، ويمكننا استعراض البعض منها:
- في دراسات عديدة تنحصر أسباب عمل الأطفال في الفقر والرغبة في مساعدة الأسرة، ورغبة الأسرة الفقيرة أيضا أمام العوز والحاجة في تشغيل أطفالها.
- أن عمالة الأطفال هي نتيجة من نتائج المواقف المعقدة الناجمة عن قصور التنمية، ليس فقط في البلدان النامية، وإنما أيضًا في بعض البلدان المتقدمة.
- أن فكرة عمل الطفل ترتبط بتقاليد المجتمع واتجاهاته، وبالرغم من تأثير الأسرة على قرار عمل الطفل، فإن المسئولية تقع على المجتمع بأكمله، فظاهرة عمالة الأطفال ليست منعزلة عما يدور في المجتمع من فساد سياسي، ومالي، وإداري.
- أن عمالة الأطفال هي إحدى الظواهر الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومن الواضح أن السبب الرئيسي، كما قلنا، هو الفقر الذي يدفع الأطفال للبحث عن دخل إضافي لدعم ميزانية الأسرة.
- النقص في وعي الوالدين بأهمية التعليم، والجهل بالآثار السيئة للبدء في العمل في سن مبكرة، واعتقادهم بأنه من الأفضل تعلم حرفة مفيدة، كما يعتبر النقص في المدارس وضعف العملية التعليمية والتسرب من التعليم الأساسي دافعًا للأسرة من أجل حماية أطفالها من التشرد.
- توجد اعتبارات ثقافية تلعب دورًا مهمًّا في مجال تشغيل الأطفال في بعض المجتمعات، ويتزايد عدد الأطفال العاملين حسب نوعية الأنشطة التي تتناسب مع الأطفال في رأي أصحاب الأعمال، وقد يكون ذلك بسبب بساطة عملياتها، وكثافة إنتاجها ورخص تكلفة الطفل العامل من حيث الأجر والمصروفات الأخرى، فلا يدفع عنه صاحب العمل ضمان اجتماعي ولا ضرائب ولا تأمينات صحية، وبالتالي فإن تكلفة الطفل العامل تكون أقل من نصف تكلفة العامل الكبير.
- عدم رعاية الدولة لشئون الطفولة، وكذلك إهمالها في الرقابة على توصيل الخدمات الاجتماعية اللازمة للأطفال، مما حدا بالأسر رقيقة الحال وغير القادرة على أن توفر الخدمات التعليمية والصحية وبرامج الرعاية الاجتماعية الأخرى للطفل إلى إلقاء أطفالها في ميدان العمل.
ومن خلال السرد السابق الذى حاولنا فيه تسليط الضوء على نتائج أهم الدراسات التي أجريت حول عمالة الأطفال نستطيع أن نقول: إن حقيقة الخطورة تكمن في أن عمل الطفل يؤدي به إلى فقدانه لمرحلة عمريه مهمة في التنشئة الاجتماعية، وهى مرحلة الطفولة والزج به في مرحلة الرجولة المبكرة دون المرور الطبيعى من الطفولة إلى الشباب ثم الرجولة، وتحمل المسئولية مما يؤدي إلى ظهور جيل جاهل أمي تكون أرضية الانحراف مهيأة فيه بصورة كبيرة جدًّا.
وكذلك فإن ما يجرى الآن من استغلال للأطفال في الاتجار بالمخدرات وتوزيعها هو في الواقع شيء خطير ويعطى مؤشرات إلى أننا في طريقنا إلى جيل يكون فيه عدد المدمنين أكثر مما هو عليه الآن.
وكذلك فإن استخدام الأطفال للترويج في بيع الخمور وعرض تجارة الجنس بكافة أشكالها وألوانها ظاهرة خطيرة يجب الوقوف أمامها بجدية وحزم.
وفي النهاية فإن أخطر أشكال عمل الأطفال هي تلك الأعمال التي يكون لها انعكاسات سلبية على الطفل نفسيًّا واجتماعيًّا من حيث الانحرافات الأخلاقية المتعددة، وكذلك تلك الأعمال التي يكون لها انعكاسات جسدية قد تؤدي به إلى إعاقة مستقبلية أو مرض مزمن، وهذه الأشكال من الأعمال يجب أن تتكاتف الجهود من أجل التوعية بها، ومكافحتها بكل الطرق والوسائل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.