"التدخين لفترة طويلة يؤثر على العلاقات الزوجية".. هذا هو الشعار الأخير الذى إعتمدته وزارة الصحة على علب السجائر لتحذر المدخنين من تأثير التدخين على العلاقات الزوجية، وذلك فى حملتها الرابعة للتحذير من آثار التدخين وتأثيرة على حياة المدخن الصحية والعامة، بل والزوجية أيضاً!! وجاءت الصورة الأخيرة، لتعبر بشكل مثير وفج عن طبيعة تأثير التدخين على العلاقة الزوجية "الجنسية"، وبهذه الصورة تعيد وزارة الصحة للأذهان المشكلة التى آثارها المواطن الشهير ب (بلال) الذى قام برفع دعوى قضائية على وزارة الصحة لقيامها بوضع صورته على علب السجائر ووضع صورة لطفل يتضرر من التدخين وأخرى توضح الآثار السلبية والضارة على الجنين والحوامل. وحول تلك الصورة وما آثارته من ردود أفعال مستهجنة لها، يؤكد المهندس نبيل عبد العزيز رئيس مجلس ادارة شركة الشرقية للدخان ان قانون مجلس الشعب يلزم شركات الدخان وضع الصور التى تحمل تحذيراً للمواطنين من أضرار التدخين وكذلك القرار الوزارى من قبل وزير الصحة، مشيرا الى ان كل ستة شهور يتم تغير الصورة. وأكد عبد العزيز ان هذه القرارت لم تخفض الاستهلاك ولكنها أدت الى زيادة تكاليف الشركة وزيادة أعبائها حيث يتم تغيير المطابع والسلندارات كل ستة أشهر، لكى تحمل الشكل الجديد وهو ما يؤدى الى خسارة الشركة لملايين الجنيهات، مشيراً إلى ان هذه الصور لم تؤتى التأثير الذى كانت تستهدفه وزارة الصحة لان الشعب المصرى شعب عنيد، كما ان التجارب التى تصلح فى الغرب لا تصلح فى مصر ولكن هناك طرق اخرى يجب ان تلتفت اليها الحكومة. واشار عبد العزيز الى عدم تأثر المبيعات موضحا ان معدلات التدخين فى زيادة ما بين 2 الى 3% بسبب زيادة عدد السكان ودخول شرائح مدخنة جديدة، موضحاً ان معدل استهلاك الشعب المصرى يبلغ 80 مليار سيجارة سنويا، وذلك من الانتاج المحلى والاجنبى بقيمة تتراوح بأكثر من 30 مليار جنيه. وعن رأى الطب فى مدى صحة وواقعية شعار الحملة الأخيرة، قال الدكتور وليد محمد استاذ الصحة الانجابية ان التدخين بالفعل يضعف مراكز الانتصاب العصبي عند الرجل، ويخمد الوظيفة الجنسية عنده، ويخل بوظائف الغدد التناسلية، ويخفف من انتاجها، ويضعف حيويتها، ويؤثر كذلك في مركز النشاط العصبي الجنسي فيضعفه ويؤذيه، وربما يؤدي بعد سنين من التدخين الى حدوث الضعف الجنسي الكامل. مشيرا الى ان هناك عدة دراسات طبية اكدت على المفعول السلبي والمضر للتدخين على عملية الإنتصاب بالنسبة الى عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها.. فللمركبات السرطانية والطافرة الموجودة في دخان السجائر تؤثر على الخلايا المنقسمة ومنها خلايا الانطاف. وبينت عدة دراسات على الحيوانات ان مادة "النيكوتين" وغيرها من المواد السامة الموجودة في السجائر قد تسبب ضمور الخصية او تخاذل الانطاف او تشويهاً في شكل الحييات المنوية مما يؤدي الى العقم. وتبين ايضاً ان التدخين يؤدي الى ارتفاع تركيز هرمون "البرولكتين" المفروز منه الغدة النخامية والمضر للخصية اذا ما ارتفع تركيزه في الدم والهرمون الانثوي "استرادايول" الذي يصد انتاج الغدة النخامية للهرمونات التناسلية وقد يسبب العقم والضعف الجنسي. ومن اضرار التدخين الاخرى زيادة تركيز مادة نورأبينفرين الودية في الجسم التي تساعد على تحويل الهرمون الذكري الى هرمون انثوي مع عوارضه الجانبية. فهو يضعف مركز الانتصاب عند الرجل ويخمد الوظيفة الجنسية عنده, ويؤدي إلى الضعف الجنسي عند الرجال وإلى البرود الجنسي عند النساء، ويؤثر على الغدد التناسلية ويخفف من إنتاجها, ويضعف من حيويتها وكذلك يؤثرعلى أنوثة المرأة فيخشن صوتها. وكشف الدكتور شوقى نجيب استاذ الجهاز التناسلى عن أنه قد تم إجراء الفحص على العديد من المرضى الذين كانوا يسرفون في التدخين ويعانون في نفس الوقت من ضعف النشاط الجنسي, ووجد في كثير من هذه الحالات أن هرمون الذكورة (التستسترون) أقل من معدله الطبيعي, وبالتوقف عن التدخين عاد هذا الهرمون إلى مستواه الطبيعي وتحسنت حالة المريض جنسياً. كما أن بعض هذه الحالات كان يعاني من ضعف وقلة في عدد الحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي, وبالتوقف عن التدخين أربعة أشهر عادت هذه الحيوانات إلى حالتها الطبيعية من حيث العدد والوفرة ومن حيث النشاط والحركة. ويؤكد على ذلك الدكتورهانى وليم، قائلاً: إن الأغلبية الساحقة من الرجال الذين يشكون من العقم والضعف الجنسي تحسنت حالتهم بعد الإقلاع عن التدخين، ويقدم النصيحة ذاتها للسيدات المدخنات اللائى يشتكين من العقم أو البرود الجنسي ويعلل تأثير التدخين على الجهاز التناسلي، بأن التدخين يزيد من المادة السامة أول أكسيد الكربون والتي تتحد مع هيوجلوبين الدم فيقل بذلك الأوكسجين المهم لصنع هرمون الذكورة لدى الرجل وهرمون الأنوثة لدى المرأة. كما أن النيكوتين يقلص الأوعية الدموية ويسبب ضيقها, ولا يحصل الانتشار في القضيب إلا بتمدد الأوعية الدموية وانصباب الدم فيها, ولما كان ذلك متعذراً مع وجود كمية كبيرة من النيكوتين فإن الانتشار ذاته يصبح غير ممكن أو على أحسن الأحوال ضعيف، فضلا ان تدخين المرأة الذى انتشر واستشرى كالنار فى الهشيم فاكدت الدراسات انة يخفف من الرغبة الجنسية عندها بدرجة تتناسب مع عدد السجائر المستهلكة يوميا وعدد السنين التي مارست فيها معصية التدخين، وقد تصاب في نهاية المطاف بمرض البرود الجنسي الذي يمكن ان يكون سببا في تدمير حياتها الزوجية ولة تأثير كبير على الانجاب وان لم يكن سبب مباشراً للعقم لان ما تحتويه السجائر من مواد سامة تلعب دوراً كبيراً وان كان غير مباشر في الخصوبة والقدرة على الانجاب وتأثير على الاجنة والولادة المبكرة وبلوغ المرأة سن اليأس مبكراً والاورام السرطانية بالذات سرطان الرحم. واشار الباحث محمود شوقى فى المركز القومى للبحوث الى ان الدراسات اثبتت ان مادة النيكوتين وسموم التدخين الاخرى تؤثر على هرمون الاسترومين بالتأثير على تضيق وانتاجه وطريقة عمله لذلك تضعف من فاعليته مما يؤدي إلى زيادة هرمونات الغدة النخامية مثل FSH الى عيوب في التبويض، كذلك يؤثر التدخين على قنوات فالوب فتقل حركتها وتؤثر على الاهداب الداخلية التي تقوم بدفع البويضة الملحقة الى داخل الرحم. وقد تؤثر المواد السامة على افرازات عمق الرحم الذي قد تؤثر في حركة الحيوانات المنوية بالاضافة لحدوث الاورام السرطانية اما تأثير التدخين على الحمل اذا حدث فان المواليد تكون أوزانهم منخفضة وحدوث سوء نمو للجنين قد يؤدي الى وفاة الجنين، بالاضافة الى مشاكل الجهاز التنفسي بعد الولادة بالاضافة الى حدوث الروائح الكريهة. ولا ننسى تأثير التدخين على خصوبة الرجل، فقد اجريت ابحاث عديدة على الرجال المدخنين وغير المدخنين، حيث وجد ان عدد الحيوانات المنوية اقل بنسبة قد تصل الى 15% في المدخن وكذلك الاشكال غير الضيق في الحيوانات المنوية توجد بكثرة في المدخن وبالتالي صعوبة الانجاب ولكن هذه التأثيرات قد تختفي تماماً بوقف التدخين.