أبناؤنا أبطال من طراز فريد يحاربون ويهزمون جيوشاً، أبناؤنا أيضاً مستثمرون لهم مزارع ومصانع وبيوتاً وحساباتٍ بنكية ومعاملاتٍ تجارية، أبناؤنا مسؤلون فهم يراعون أطفالاً وأصدقاءاً وحيوانات مستأنسة وغير مستأنسة،أبناؤنا مبدعون فهم يرسمون وينحتون فى الصخور ،أبناؤنا يكتشفون قارات ويخترعون أجهزة ويبتكرون أدوات ومهارات جديدة فى كل الفنون . ولكن أبنائنا لا طموح لهم ولا أمل فهم يملكون الغد ويحققون مايأملون فى المستقبل من خلال كرسى يجلسون عليه أمام شاشة فى كل الأوقات ويعودون إلى واقعهم فى أوقات فراغهم. عجينة سهلة لينة تحت سطوة والد جديد غيرك أو والد ثالث ألطف منك واكثر وجوداً وأقل زجراً ومللاً وإصداراً للأوامر ، فالوالدان منشغلان ومرتاحان إلى هذا الوالد الجديد ذى الطبيعة الإلكترونية غير المكلفة وغير المسببة للأذى أوالضرر الجسدى، فقد بات الوالد الجديد مجمع من إنتاج تليفزيونى أوسينمائى أو فيديو أو إنترنيت أو موبيل أو بلاى ستيشن أوننتدو (العاب فيديو)؛ذلك الذى يغرى أبنائنا بالمتع والألوان والإثارة والصور والعاب والشخصيات ويريحك من أقدس واجباتك فى الحياة فى إعداد جيل ،ويتسبب فى عزله عن سياقه، فيبدل من قيمه ويعبث بهويته ويسلب عقله وتفكيره ؛ فيمنحك إنصرافهم عنك الراحة من الإزعاج ؛ويسعدك رضاهم عنك ؛فنصل إلى حالة من التفكك وإفتقاد الإحساس. الأن عرفت من يشاركك فى تربية أبنائك ،ويزرع فيهم القيم أويهدمها ،ومن يسلب وقتهم وإهتمامهم ،ومن يشكل وعيهم أويزيفه ،مهما سعيت للتنصل من المسئولية عما حدث أو ما يحدث فى أسرتك ،أنت دفعت مالا لتشتريه وتتحكم فيه لكنه تحكم فيك وفى أبنائك . كانت المشكلة لدى الوالدين سابقاً الخوف من تبنى أطفالهم فكرة (فرافيوا ) أو سوبر مان وتقليد الأطفال لهذه الشخصيات خوفاَ على حياتهم، ولكن المشكلة الأن هى أبناؤنا إفتراضيون لإباءٍ إفتراضيين فى عالم إفتراضى فى حياة ثانية. والد جديد شخص ثالث إقتحم بيوتنا مقيم دائم الحضور فى يومنا ويوم أبنائنا ؛لا تتركهم ينفرد بهم حيث القليل منه مفيد مع قراءة وممارسة للألعاب وتواصل أسرى وإجتماعى مباشر ،وحتى يعود أبناؤنا بسلام على أرض الواقع ناظرين للأمام طامحين وأملين وراجين فى تحقيق مستقبل واقعى لهم. إعلامية مصرية [email protected]