د. زينب رضوان وكيل مجلس الشعب طرحت ندوة المراكز الثقافية" بالنشاط الثقافي الدولي، الدور الذي تقوم به المراكز الثقافية داخل البلاد وخارجها في تعميق الحوار الثقافي بين شعوب العالم وتعزيز القواسم الإنسانية المشتركة عبر التبادل الثقافي بين الأمم والشعوب. كما أثارت مديرة الندوة د. حنان منيب إشكالية مهمة تتصل بدور المراكز الثقافية الغربية في مصر في القيام بدورها في الدفاع عن مصر والعالم العربي والإسلامي في مواجهة المغالطات والصورة المشوهة عبر وسائل الإعلام عن مصر والعالم العربي. شارك في الندوة د. زينب رضوان وكيل مجلس الشعب وأستاذة الفلسفة، وباتريسيا رافيدPي المستشارة الثقافية ومديرة المعهد الثقافي الإيطالي، ولويس خابيير مدير المركز الثقافي الأسباني بمصر، وخالد عمر المستشار الثقافي اليمني بالقاهرة. في هذا السياق أشار لويس خابيير مدير المركز الثقافي الأسباني بالقاهرة، إلي أهمية الدور الذي يقوم به مركزه في تقديم صورة متكاملة للإبداع الفكري والأدبي والفني المصري إلي أسبانيا ولكل الدول في أمريكا اللاتينية الناطقة بالأسبانية، موضحًا أن هناك تكامل بين المركز الثقافي الأسباني بالقاهرة، والمعهد المصري الثقافي بمدريد في تحقيق التبادل الثقافي وتقديم صورة متكاملة وحقيقية عن الثقافة المصرية برموزها القديمة والحديثة من توفيق الحكيم وصولاً لعلاء الأسواني إلي الثقافة الأسبانية وشعوبها. وحذر لويس خابيير من عمليات الخلط في المفاهيم والصور الذهنية عن الشعوب لأن ذلك يؤذي عمليات الاتصال الثقافي بين الشعوب ويتطلب سرعة التوضيح والإيضاح للصور الثقافية الحقيقية للشعوب. وأضاف نحن نهتم بالاتصال الثقافي بالمؤسسات الثقافية الرسمية وحتي الجامعات والفنانين والمبدعين والكتاب لنخلق حالة من التواصل الثقافي بين مصر وأسبانيا. مشيرًا إلي وجود العديد من الجامعات الأسبانية التي تخصص كرسًا لتعلم اللغة العربية وآدابها مؤكدًا أنه من خلال عمله يقوم بدور الوسيط الثقافي النزيه لنقل الثقافة المصرية إلي شعبه الأسباني والناطقين بالأسبانية والذين يبلغ تعدادهم 500 مليون ناطق بالأسبانية ينتشرون في 23 دولة. ونقلت د. حنان منيب لمدير المركز الثقافي الأسباني شكوي دارسي اللغة الأسبانية من الشباب المصري وعدم استطاعتهم التواصل مع المركز الثقافي الأسباني بالقاهرة. وقالت أن هناك قصور مشترك من الجانبين المصري والأسباني في علاج هذه المشكلة، مشيرة إلي ضرورة أن تنفتح المراكز الثقافية الأجنبية علي التعامل مع الطبقات الشعبية المحلية وتخاطب الدبلوماسية الشعبية مباشرة لتبدأ رحلتها من القاع حتي تصل للقمة ومن ثم تستطيع تحقيق التواصل الثقافي. ودافع المستشار الثقافي الأسباني عن نفسه في هذه القضية، وقال أن بابي مفتوح أمام جميع الطلاب المصريين، ولدينا 3800 طالبًا يدرسون الأسبانية في المركز الثقافي بخلاف الطلاب بالجامعات المصرية، وقمنا بجهد كبير في التواصل معهم، وذهبنا للجامعات المصرية الكبري وحتي جامعة الأزهر وطلبنا منهم تقديم مسرحيات فنية بالمركز، كما حفزنا الطلاب علي دخول مكتبتنا الثقافية. وفي مداخلة قصيرة أشارت الدكتورة زينب رضوان إلي دور المرأة في المجتمع الإسلامي والعربي والمصري وأنها شريك فاعل في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وطالبت المراكز الثقافية الأجنبية بتصحيح الصورة الذهنية السلبية عن المرأة المصرية. واختتم الندوة خالد عمر المستشار الثقافي لسفارة اليمن بالقاهرة مستعرضًا أهم الأدوار التي تقوم بها المراكز الثقافية في تنمية الوعي الثقافي العام والانفتاح علي العالم، واكتساب مهارات قبول الآخر وإحترامه، وتكريس قيمة الاتصال الثقافي المباشر بين الشعوب. وأكد أن المراكز الثقافية تقوم بدور حيوي وحضاري في تعميق قيم الصداقة بين الشعوب، وأنها مطالبة باستمرار في توصيل دفء المشاعر بين الشعوب وتعزيز القواسم الإنسانية المشتركة وصولاً لتحقيق السلام العالمي.